قمة 4 مارس للعرب

الأحد 2 من رمضان 1446 هــ
العدد 50490
خلال أيام قليلة تنعقد أهم قمة طارئة فى مستقبل العالم العربى فى ظل عالم تغير تماما، أو عالم جديد.. قمة 4 مارس الطارئة، والفارقة أمام العرب، فلا نريد أن نرى زعيما عربيا يعامل فى أمريكا كما تعامل الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى وهو يحل أزمة بلاده التى تعيش حالة الحرب، لأنه لم يفهم المتغيرات العالمية، ويدركها، ويتعامل بها قبل وقوع الحرب منذ 3 سنوات، فقد كان يستطيع أن يذهب إلى موسكو مباشرة قبل الحرب ويحل التناقضات معهم، لكنه دخل الحرب بتشجيع أوروبى وأمريكى، ولم يستطع الطرفان استكمال مهامهما معه.
يجب على العرب فى قمتهم معالجة القضية الفلسطينية كاملة، ومتابعتها بشكل دورى، ودقيق، كما يجب تعاون كل دول الشرق الأوسط فى هذه المهمة الجليلة، والخطيرة، وهى كرة نار ضخمة تهدد كل مجتمعاتنا العربية، ولا يستطيع أن يتحملها بلد وحده، سواء فى حالة الحرب أو الدبلوماسية.
إن قضية فلسطين هى قضية العرب جميعا، ومعا، كما أن الفصائل المتناحرة فى لبنان، والعراق، وسوريا، وليبيا، واليمن هى الأخرى يجب أن تنضوى تحت لواء الدولة، وتتعاون مع الدول العربية بلا صراعات، أو حروب التكلفه فيها قاسية فى عالم اليوم، وفى هذا الإطار لا يغيب عنا التذكير بأن قمة 4 مارس يجب أن تثبت للعالم أن العرب لهم موقف محدد من كل المتغيرات العالمية، وأنهم يد واحدة، ومتعاونون بصدق، لأننا لا نريد أن تتكرر الإبادة الجماعية، أو نرى الفلسطينيين فى غزة، أو الضفة، يتم طردهم، أو تهجيرهم من أرضهم مرة أخرى، وغير خافٍ على أحد أن العالم (ما عدا أمريكا وإسرائيل) معنا، وهذه فرصة للفلسطينيين يجب أن ينتهزوها، لأنها لن تتكرر مرة أخرى، ويجب أن تنضوى حماس، وغيرها من القوى الفلسطينية، بأسلحتها تحت لواء السلطة الفلسطينية وحدة واحدة، ولعلنا نتوقع أن تنجح الدولة اللبنانية كذلك، ورئيسها عون، وحكومته، فى أن ينضم حزب الله إلى الدولة اللبنانية، ويحمى لبنان، ووحدته، وكذلك سوريا والعراق، وأن ينتهى التناحر فى ليبيا والسودان، فنحن فى عالم جديد، ومختلف، ويجب أن تظهر للوجود منظمات اقتصادية، وسياسية، واجتماعية عربية لحماية بلدان منطقتنا بعد التغيرات التى طرأت على العالم.