يوم مذهل للفلسطينيين

السبت 10 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50202
كان يوما مذهلا، وتاريخيا تستحقه غزة، وقضية فلسطين أمس الأول (الخميس ١٦ مايو) فى قصر «الصخير» بالمنامة (البحرين)، حيث عُقدت قمة عربية عادية فى شكلها، ولكن كل شىء فيها كان استثنائيا، بعد ٢٢٣ يوما من حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، ورفح.
لقد وقفت أمام كلمة مصر التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر ستقف (فعلا وقولا) ضد تصفية القضية الفلسطينية، وضد تهجير أهلها، وأن التاريخ سيتوقف طويلا أمام هذه الحرب، كما أن المرحلة، التى وصفها خطاب مصر التاريخى، (فارقة). لقد كان الخطاب الموجز بليغا، واصفا الحالة بدقة متناهية، وشارحا الموقف ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا، لأن مصر، كما وصف بدقة، كما أضاءت شعلة السلام لإنقاذ المنطقة فى سنوات حالكة لن تتوقف عن إنقاذ المنطقة من السقوط فى هوة عميقة فى غياب الإرادة السياسية الدولية، وأن سياسات حافة الهاوية، والحلول الأمنية لن تحقق مكاسب لأحد.
أعتقد أن قمة المنامة يمكن اعتبارها (قمة قرارات) لا توصيات، فقد دعا بيانها الختامى إلى نشر قوات حماية، وحفظ سلام دولية فى فلسطين حتى تنفيذ حل الدولتين، وكان أكثر من نصف توصياته حول غزة، والحرب الدائرة هناك.
كما تزامنت القمة بعدة مواقف حاسمة لمصر مناصرةً لقضية فلسطين من خلال انضمامها لدعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتى نُظرت جلستها فى نفس يوم القمة التاريخى، مما جعلها جزءا مهما من العمل العربى يستوجب اصطفاف كل الدول العربية خلفه، حيث كانت أنظار العالم متجهة إلى مقر القمة، وإلى جلسة «لاهاى»، واستمرت يومى (أمس وأمس الأول) بشأن اتخاذ تدابير إضافية حول الانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة، والعملية العسكرية فى رفح المكتظة باللاجئين من كل أنحاء غزة، ولنا نظرة واعية لمناقشة المحكمة، وبنود الفصل «الخامس عشر» فى مسار هذه الدعوى الخطيرة، والمهمة، التى قد تستمر سنوات، ولكن قرارها المحتمل عقب جلسات هذا الأسبوع (وقف القتال) مهم فى مسار القضية المستقبلى. حقيقى، كان يوم أمس الأول (الخميس ١٦ مايو٢٠٢٤ ) مذهلا فى المنامة، ولاهاى، وسيكون له ما بعده للفلسطينيين، وأهل غزة، والعرب جميعا..
وللحديث بقية.