2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الأستاذ سمير عطا الله

الأثنين 26 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50218
خطفتنا جائزة نادى دبى للصحافة هذا العام، ليس بمناقشاتها حول مستقبل الصحافة، ولا ننكر، ومتابعاتها عن بعد، عبر الإعلام، حيث إنها قيِّمة، إن لم تكن متميزة كذلك، وقدمت الجديد للمشاركين، والمتابعين، وشخوصها كانوا حريصين على التجديد، واختياراتهم كانت بعناية فائقة- ولكن عندما أعطت جائزة رجل العام الإعلامى إلى الأستاذ سمير عطا الله، صاحب أشهر زاوية فى عالم الصحافة المكتوبة بعالمنا العربى الآن فى جريدة الشرق الأوسط.

المفاجأة أننى من المتابعين للصحافة، وهذه الجائزة منذ صدورها، ولم أتصور أن الأستاذ سمير عطا الله لم يفز بها إلى الآن، رغم مرور أكثر من عقدين عليها، فهذا الكاتب ربما يكون الوحيد منذ زمن فى كتابة لغتنا العربية إذا فاتتك قراءة أحد أعمدته قطعا ستفقد الكثير من جمال الفكرة، وروعة، ودقة الأسلوب فى ذلك الزمن الملىء بالمشكلات وتراكماتها، فهو يغنيك عن الكثير، ويصل بك إلى جودة الفكرة الصائبة بكلمات قصيرة يعجز الإبداع عن أن يصفها، ولا يصيبك بالملل، لأن غنى معلوماته حول الشرق والغرب لا يُحيِّر القارئ فقط، بل يعجز الكُتّاب كذلك عن مجاراته، ونقول إنه قطعا يأخذ من بحر لا ينفد.. يملكه ويعطيه لنا يوميا بالميزان.

لقد استقبل عطا الله الفوز المتأخر بهدوء وامتنان، وهو ممتن لدوره فى الصحافتين اللبنانية والخليجية اللتين أعطاهما 40 عاما من عمره، ولعل من حسنات الجائزة هذا العام الملىء بالحروب أنها قد سلطت الضوء على كاتب يعبر عنا، ويكتب لنا بلغة تخلب اللب، ولكنها لم تنس ما نشاهده من واقع مؤلم لم نره من قبل، وهو حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة التى وصفها بلغة تتفوق على الشاعرية بأنها حرب على العالم.

لقد أسعدتنى جائزة سمير عطا الله، فهى تكريم للكلمة الحلوة المفيدة التى تجمع بين التاريخ، وعمق الرؤية وجودتها، وروعة الفكر النقى الذى يغير المجتمعات، ويوقظها، وهو الكاتب الذى يعرف بلاد العرب كلها ويكتب عنها كأنها بلده، ونحن المصريين نعتز به وبما يكتبه، فهو يحبنا، ونحبه، ولهذا أقول للأستاذ سمير عطا الله اسمح لى أن أهنئ الجائزة بك، فقد أخذت عمقها، ومكانتها هذا العام بحصولك عليها.. أدام الله عطاءك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى