الأوسكار أفضل وأسرع من نوبل!

الأربعاء 5 من رمضان 1446 هــ
العدد 50493
رغبة الرئيس الأمريكى ترامب فى الحصول على جائزة نوبل للسلام على أشدها، ولا يفوت أى فرصة منذ انتخابه ليثبت أنه الأفضل، وأنه الرئيس الذى يصنع السلام، ويخاف من الحرب العالمية الثالثة، واستعجاله الجائزة، جعله يقع فى فخ الرئيس الأوكرانى زيلينسكى. والاستعجال جعل العملية صعبة، وتضارب المصالح كبيرا، وجعل صورة أمريكا تهتز بين إدارتين، الهوة بينهما واسعة، بما جعلنى أتذكر مقولة مصرية، تعيش فى خيالى، تكررها دوما السياسات المصرية (اللى متغطى بأمريكا عريان)، ويجب أن نفهمها، ونعمل بها. ونحن نتابع التقلبات الأمريكية، جاءتنا أخبار طيبة هذه المرة من هناك، (جوائز أوسكار 2025) فرياح التغيير ضربت لجنة الأوسكار هذا الموسم، وتوجت فيلما جمع فلسطينيا، وإسرائيليا، (عمل مشترك) فى لحظة استثنائية على المستويين الإنسائى، والسياسى، شكلت أبرز محطات احتفالية هذا العام، وهى اللحظة التى أعلن فيها فوز «لا أرض أخرى»، بأوسكار أفضل فيلم وثائقى، وهو فيلم ليس اعتياديا، فهو من صناعة فلسطينية – إسرائيلية مشتركة، جمع ما بين الصحفى الفلسطينى، باسل عدرا، والإسرائيلى، يوفال إبراهام، وثقا معا التدمير الإسرائيلى الممنهج للشعب الفلسطينى، ولأرضه، وما أطلقا صرخة من على مسرح الأوسكار، طالبا بوقف الظلم، والتطهير العرقى، ضد الفلسطينيين. الفيلم وجه انتقادا على لسان الإسرائيلى إبراهام، مباشرا للسياسة الأمريكية الخارجية، معتبرا أنها تعرقل الحل السياسى، الذى يمنح الشعبين الفلسطينى، والإسرائيلى، حقوقهما. حفل الأوسكار كان أفضل كثيرا، وأكثر واقعيا من احتفالات البيت الأبيض، منذ انتخاب الرئيس الأمريكى ترامب، ولكنه شغل الدنيا، وهز العالم، فى كل لقاءاته، ما بين ماكرون الفرنسى، وستارمر البريطانى، ثم قصة زيلينسكى الأوكرانى، وقبلها مع نيتانياهو، صورت كلها مثل تليفزيون الواقع، كانت بعيدة عن السياسة، ولكنها استدعت قمتين، الأولى عقدت فى بريطانيا، التى خرجت من الاتحاد الأوروبى، جمعت الأوروبيين، لمواجهة التغييرات والتحولات الكبرى فى سياسة أمريكا تجاه حليفها منذ 3 سنوات الأوكرانى، والثانية كانت فى القاهرة، وقبلها فى الرياض، وجمعت العرب، حول مائدة قمة، لحل أزمة غزة، ومواجهة الاقتراحات غير المعقولة، بتهجير ملايين الغزاويين من أراضيهم، لإقامة “ريفييرا”، فى غزة على المتوسط، للمليونيرات فى العالم، ولا عزاء للفلسطينيين، وأراضيهم.