2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ضحايا الحج غير النظامى

الأحد 17 من ذي الحجة 1445 هــ
العدد 50238
أدى الحجاج مناسك الحج هذا العام فى أجواء شديدة الحرارة، حيث وصلت درجات الحرارة فى الظل إلى 51‪.‬8 درجة مئوية، وفى مثل هذه الظروف، يجب أن تكون هناك خدمات لوجستية مهمة للحجيج، ورعاية خاصة من الإجهاد الحرارى، وهو مميت للغاية إذا لم يتم تجنبه بوسائل عديدة، وإذا أدركنا أن السلطات السعودية كانت حريصة على أن تعلن فى بداية الموسم هذا العام أنه لا حج من دون ترخيص، فإنه كان من الضرورى أن يكون هناك التزام بتطبيق هذه القواعد من الجميع، خاصة شركات السياحة التى تقدم إغراءات للراغبين فى السفر، والمتلهفين لأداء الفريضة. الحج فريضة إسلامية شرعها الله للقادرين، ليس ماليا فقط، ولكن القدرة، أو الاستطاعة، مرتبطة بالصحة العامة، والسن، خاصة إذا كانت أرقام ضحايا الحج هذا العام كبيرة، حيث معظمها تم بين الحجاج غير النظاميين، وكبار السن، وإذا كانت الأرقام تقول إن السلطات السعودية ضبطت نحو 300 ألف شخص من مختلف الجنسيات يحملون تأشيرات سياحة، أو عمرة، قبل الحج بأسبوع، لأدركنا أن أرقام الوفيات بينهم كبيرة، وتستدعى وقفة وتحقيقا للمستقبل حتى لا يتكرر ذلك مرة أخرى، وحسنا فعلت الدولة بتشكيل لجنة أزمة لمعرفة الأسباب، وحتى لا تتكرر فى السنوات المقبلة، وأعتقد أن التحقيق، خاصة إذا قامت به الأجهزة الرقابية، ولتكن الرقابة الإدارية، لن يقتصر على تحديد المسئولية فقط، ولكن سوف يحدد نقاط القصور، والنقص فى النظام، وتنازع الاختصاصات بين الهيئات المختلفة، والشركات المتنوعة، ويضع تصورا جديدا لمستقبل الحج، وشروطه، ومعاييره التى يجب أن تكون فى مقدمتها الصحة العامة، وهذا لا يعنى عدم تحديد المسئولية الجنائية عما حدث هذا العام، وتوجيه الاتهام لمن غرر بالبسطاء، وكبار السن فى هذا الجو الصعب لوقف عمليات التحايل التى تمت لتحقيق مكاسب رخيصة، وأرباح على حساب رغبة المتلهفين لأداء الفريضة بصورة غير رسمية، ومن دون أى خدمات. ما حدث هذا العام فى ضحايا الحج غير النظامى من أرقام كبيرة للوفيات يحتاج إلى وقفة حكومية حازمة، وحادة، لمعاقبة كل المتسببين، وعدم تكرار هذا الأسلوب مرة أخرى.. رحم الله الضحايا، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى