2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أوليمبياد تحت ‏ظلال الإرهاب والحروب «1»

الأحد 22 من محرم 1446 هــ
العدد 50273
يا للروعة، وأنظار العالم كله متجهة نحو عاصمة السحر، والجمال، وتحديدا حول نهر «السين»، حيث الباريسيون يستضيفون العالم، ليس الرياضيون وحدهم الذين يتنافسون على الذهب، والفضة، والبرونز، ويحطمون الأرقام القياسية بأجسادهم، بل السياسيون، والنجوم من كل حدب وصوب، والذين حطوا رحالهم فى أهم بقعة، أو موقع سياحى فى العالم (باريس)، حيث الشاشات، والكاميرات تلاحق الجميع للمرة الثالثة بعد 100 عام، وتحط الأوليمبياد، صاحبة الأصل الأوروبى، فى قلب أوروبا، فى زمن الحرب بالشرق الأوسط، حيث أهل غزة ــ التى تحترق منذ 10 أشهر، والتى تعتبر حزام أوروبا على الجانب المقابل فى البحر الأبيض المتوسط ــ يجوعون، ويعطشون، وترحلهم إسرائيل هنا وهناك، يمينا ويسارا، وتضربهم بالطائرات، وتقتلهم بعد أن تحاصرهم، وقد دمرت مدينتهم، وحياتهم، وقتلت أطفالهم، وبعد ذلك يذهب هذا المجرم (نيتانياهو) (البطل فى نظر الأمريكيين) إلى الكونجرس لكى يصفقوا له؟!، ونحن نقترب من العام فى حرب الشرق الأوسط، وبين عامين فى حرب أوروبا (روسيا وأوكرانيا)، الحرب التى تهدد أوروبا بأكملها، وقد احتشد الغرب والأمريكيون خلف أوكرانيا. وسط هذا المناخ تخطف فرنسا العالم، ليس لجمال، أو بهجة الاحتفال، أو المفاجآت الفنية التى أعدها أهم المخرجين العالميين، فى عرض واسع النطاق لأجمل حفل فى الهواء الطلق بباريس، فى أكبر افتتاح، والذى لم يتأخر زعيم أوروبى عن حضوره، وأرسل الملوك، والقادة فى عالمنا مندوبين، أو زوجاتهم، ليمثلوهم فى العُرس الفريد، لكن الإرهاب كان يعد للمشاركة فى هذا الاحتفال إعدادا خاصا، حيث فوجئ الفرنسيون بعملية تخريب عطلت فى يوم الافتتاح 3 خطوط رئيسية للقطارات عالية السرعة مصحوبة بالحرائق التى يضرمها الإرهابيون التقليديون، وقاموا فى الوقت نفسه بتعطيل نظام الإشارات بالقطارات فائقة السرعة، وعظيمة التكنولوجيا، وهو حدث يحمل إشارات، ومعانى للعالم يجب أن يدرسها علماء الاجتماع، والفكر قبل أن يلاحقها علماء السياسة، ومتخذو القرار. تحية للفرنسيين الذين لم يتوقفوا عند الحادث الإرهابى، ويشغلهم عن افتتاح الأوليمبياد التى أعدوا لها رحلة بصرية مبهرة عبر تاريخ فرنسا، وهندستها المعمارية.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى