2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أوليمبياد تحت ‏ظلال الإرهاب والحروب «2»

الأثنين 23 من محرم 1446 هــ
العدد 50274
خطفت باريس قلوب العالم الذى خاف على الأوليمبياد وهو يطالع أخبار الإرهابيين، إن وصلوا هل سيكون لهم تأثير؟.. لكن المشاهدين لم يتوقفوا عن المسار المعتاد وهم يتطلعون بأبصارهم نحو السين، وأصبحت الأرصفة المكتظة منصات لمتابعة الحدث المذهل فنيا قبل رياضيا، ووجدوا أن غروب الشمس فى هذا اليوم مختلف عن كل مرة، حيث تحول الحدث الطبيعى إلى حدث جديد بخلفية مدهشة زادتها المعالم الأثرية إدهاشا، إذ كيف مزج الفرنسيون بين الماضى، والأثر، والطبيعة، والجمهور ليخلقوا إدهاشا عالميا يثير عقل الإنسان، وتفكيره الذى لا يتوقف؟!

لقد توقفت القطارات، وتعطلت حركة 800 ألف مواطن غيروا مسارات حركتهم بسبب هذا العمل الإجرامى الذى كان يستهدف إلحاق الضرر بهذا الحفل المدهش ولم يستطع، لأن الفرنسيين حولوا الحادث الإرهابى الفظيع ليكون جزءا من حدث الافتتاح، والأوليمبياد، مما زاد من تطلع، ومتابعة الجماهير حول العالم، كما أن الفنانين، وتحديدا الفرنسيين، بذلوا جهدا كبيرا لكى يخففوا عن العالم ما يحدث حولهم من حروب، وإرهاب، حيث 3 آلاف فنان خططوا للافتتاح الذى أبهر العالم، ويخططون للختام الذى يتصورون أن يكون أكثر إبهارا حتى يُذكروا العالم أن باريس أصل الحضارة العالمية، وخطفت الفنانة آية ناكامورا الفرنسية الأكثر استماعا أنظار العالم، وغنت أغانى شارل أزنافور الراحل عبر اللوحات التى تخيلها توماس جولى ووراءهم الحرس الجمهورى، ومغنون من الجيش الفرنسى.

أما بقية العرض، الذى جمع على نطاق واسع بين القديم والجديد، فقد كان مذهلا، وقدم ثقافات باريس المختلفة (الأوبرا والراب)، وجمع كل المكونات، والهوية الثقافية المتنوعة لفرنسا وأوروبا، حتى الرقصات الفرنسية المعروفة، مثلما مزجوا بين الميتال والسوبرانو ومجموعة موسيقى الروك ميتال، وخطفت المطربة الفرنسية غوجيرا العالم وهى تغنى للبيئة المتدهورة فى عالمنا، وكانت حفلتها حول السين مدهشة عن كل حفلاتها الموسيقية فى أوروبا، وواشنطن، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، وكأنها تقول إن الفن، والرياضة، والإبداع ستهزم الحروب، وتحطم الإرهاب، كما أنها القيم الباقية لهذا العالم وليس الحروب، والإرهاب.. فكل التحية للفرنسيين على هذه الأوليمبياد الرائعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى