2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حافة سوء التقديرات..!

الأربعاء 25 من محرم 1446 هــ
العدد 50276
تتهيأ إسرائيل لحرب جديدة فى منطقتنا واسعة النطاق مع حزب الله على الأراضى اللبنانية، قد تكون محدودة، وقد تنفجر على أوسع نطاق لتصبح حربا إقليمية، بعد أن فوضت الحكومة الأمنية المصغرة رئيس الوزراء ووزير الدفاع فى اتخاذ القرار حول طبيعة العملية وتوقيتها، وذلك ردا على عملية مجدل شمس، وهكذا تظل منطقتنا نهبا لسوء التقديرات التى قد تشعل المنطقة كلها. لقد بدأ الاقتصاد اللبنانى يعانى بسبب التهديدات الإسرائيلية (قبل أن تحدث الضربة العسكرية)، فقد توقفت المطارات، وعاد نيتانياهو من واشنطن، وأصبح فى موقف أقوى، حيث دخلت العاصمة الأمريكية فى غيبوبة، أو حُمى الانتخابات، واحتلت كل المباحثات حول الهدنة، والإفراج عن المحتجزين المرتبة المتأخرة، وأضحى التصعيد للحرب هو الشغل الشاغل للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وأصبح نيتانياهو يغير فى اتجاهاته التفاوضية، ويضع شروطا، وتعديلات يحملها وفده الأمنى إلى روما، وتتعلق بوضع العراقيل، كما بات واضحا أن الحرب فى غزة، وقد طال أمدها، سياسة إسرائيلية رسمية، حيث لا تريد الحكومة المتطرفة، التى يقودها نيتانياهو، إنهاءها، لأن الخروج منها لن يكون فى مصلحتها، أو أن ما تتوهمه من نصر كامل أصبح سرابا لن تصل إليه، بل هى تخطط للتخريب الشامل، وإعاقة أى تهدئة على أى محور من قطاعات الحرب المشتعلة منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، وزاد على ذلك أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أبعاد الموقف فى واشنطن، وأوروبا، وغير مكترثة بالضغوط الدولية، لأن واشنطن أصبحت مشغولة فى حُمى الانتخابات، وأن هدف نيتانياهو الظاهر هو تمهيد الأرض للتعامل مع الرئيس الأمريكى القادم أيا كان، وأصبحت المطابخ السياسية فى العالم كله مشغولة، ليس بالحرب ونتائجها، وإنما فى انتظار ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية. أعتقد أن صورة المنطقة مازالت تحت خطوط متباينة لوقف الحروب، وإشعالها، ولعل أخطر ما نتوقعه هو سوء الحسابات، أو التقديرات إلى الحافة لدى كل الأطراف التى قد تشعل الشرق الأوسط، وتدفع القضية الفلسطينية، والمصالح العربية الثمن الأكبر من الخسائر الراهنة، والمتوقعة، والأطراف الأخرى الإقليمية، والعالمية، والإسرائيلية تقيس مصالحها المختلفة على حساب الواقع الفلسطينى، والعربى الذى يحتاج من دول المنطقة تنسيقا، وتعاونا أكبر، ورؤية إستراتيجية جديدة، وتحركا أشمل، وأعمق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى