القدومى والسنوار ورفاقهما ..والفلسطينيون الجدد!

السبت 19 من صفر 1446 هــ
العدد 50300
بعد رحلة حياة قاسية رحل فاروق القدومى (93 عاما) أحد مؤسسى حركة «فتح»، ومن رفاق ياسر عرفات (الكبار)، والذى ارتبط اسمه بـ«الدائرة السياسية لمنظمة التحرير».
القدومى لم تكن كل نصائحه السياسية موفقة، فهو أبرز معارضى اتفاق «أوسلو»، ولكنه كان ضد انقسام «حماس» و«فتح»، واعتبره بابا للجحيم على القضية ككل، ويأتى رحيل القدومى فى أصعب مرحلة فى التاريخ الفلسطينى يتوقف عليها مستقبل قضية الشعب، والوطن التى استمرت طوال قرن من الزمن.
رحل القدومى فى عمّان، وتزامن رحيله مع رحيل دامٍ فى غزة، حيث زملاء يحيى السنوار جميعا قد رحلوا داخل أنفاق غزة متزامنين مع رحيل رئيس المكتب السياسى لحماس إسماعيل هنية فى طهران، وهو الاغتيال الذى أوقف الشرق الأوسط انتظارا لمرحلة دامية بين إيران وإسرائيل، أو فتحا لجبهة لبنان وصراعا مدويا مع «حزب الله» ردًا على مقتل قائده العسكرى البارز الحاج محسن ومعه ما يقرب من 400 كادر من حزب الله اصطادتهم إسرائيل طوال الأشهر العشرة الماضية.
أوقن أن القضية الفلسطينية لن ترحل برحيل أبطالها، أو قادتها، لأنها أعدل قضية فى التاريخ الإنسانى، ولابد للعدل والحق أن ينتصر، ويحصل الشعب الفلسطينى على حق تقرير المصير، ونعتقد أن كل الفلسطينيين أدركوا أنهم ليسوا وحدهم فى هذا النضال، فالالتفاف العربى والمصرى منع تهجيرهم فى حرب الاحتلال الإسرائيلى الطويلة التى شهدتها المنطقة بعد حادث 7 أكتوبر 2023. لقد صمد الفلسطينيون حماية لقضيتهم، وغزة، التى سيعاودون إعمارها، ولن يفلح الاحتلال الاسرائيلى أمام صمود الفلسطينيين الذين يشهدون التفافا جديدا من العالم حول القضية، واعترافا بالدولة الفلسطينية، وسوف سنشهد عودة قوية للمنظمات الفلسطينية، وإنعاش اقتصادهم، وإحياء مدنهم، وإعطاءهم الأمل فى الحياة، وسوف يلتحم فلسطينيو الداخل مع فلسطينيى الأراضى المحتلة (عرب 48 فى إسرائيل) مع فلسطينيى الضفة الغربية ومدنها، والقدس (الفلسطينيون الجدد)، وستظهر منظمات حديثة، ومنظمات أعمال، وبناء تعاود البناء، وتكشف دعاة الحرب فى إسرائيل، وتعيد إحياء الأمل الفلسطينى، والعربى.