2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما بين قمم أثينا وموسكو

الأحد 13 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50560
لم تكد تنتهى رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى الخاصة إلى اليونان، والتى جددت قوة ومكانة التحالف المصرى مع الأوروبيين، واتحادهم الذى يرسم ملامح شرق المتوسط، حيث تتحول علاقات القاهرة وأثينا إلى الأطر المؤسسية التى تعمل على مدى الساعة- حتى حطت طائرة رئيسنا فى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة فى احتفالات الاتحاد الروسى بمرور 80 عاما على النصر فى الحرب العالمية الثانية، والتى توثق أمام العالم تحالف روسيا مع الصين فى عالم يتغير، حيث تريد الأطراف العالمية المؤثرة، والمختلفة، أن ترسل للعالم، والقوة المتحكمة بإشارات ذات مغزى. إن مصر دائما موجودة فى قلب الحدث العالمى، وتأثيره لتؤثر فيه بما يحقق مصالح المنطقة، والعالم، حيث ترنو إلى وقف الحروب الدائرة منذ ما يقرب من عامين، وحروب أخرى تخطط لها إسرائيل لتدفع الشرق الأوسط إلى الانهيار، وكانت صورة مصر معبرة، وهى فى القلب تتحاور مع ٣ قوى (الروس، والصين، والأوروبيين)، ويعقب ذلك، خلال أيام وساعات مقبلة، متغيرات أخرى عالمية فى مسارات (الحرب والسلام)، حيث يصل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى أول جولة خارجية إلى منطقتنا، وقد اختار ٣ دول خليجية (السعودية، والإمارات، وقطر )، ولأول مرة فى التاريخ يصل الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط ولا تكون إسرائيل فى جدول زياراته، وهذا تطور مهم، حيث الخليجيون يرتبون علاقات أمريكية قوية بعيدا عن الارتباط الإسرائيلى، كما لأول مرة يوافق الأمريكيون على إقامة تعاون وثيق لإنتاج الطاقة النووية مع السعوديين، بعيدا عن شروط إقامة علاقات مع إسرائيل، ويبدو فى الأفق أن هناك متغيرات أمريكية- إسرائيلية لا يغفلها أى مراقب، حيث الأمريكيون يوقفون ضرب الحوثيين من دون اتفاق مع إسرائيل، كما أنهم يتفاوضون مع إيران حول برنامجها النووى من دون أى «فيتو» تضعه إسرائيل لهذه المفاوضات، وقد يكون ذلك تقسيما للأدوار، ولكن لنا الظاهر.

أعتقد أن هناك متغيرات سياسية مهمة فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن هناك تحركا عربيا، وتقسيما للأدوار جيدا وواضحا بين الدول العربية المؤثرة، والذى يجب أن يُترجم فى سياسة عربية متكاملة لنحمى البلدان العربية كلها، وندافع عن الحق الفلسطينى أمام اندفاع، وعدوانية، وهمجية العدوان الإسرائيلى الواضحة فى غزة، ولبنان، وسوريا، والاندفاعات لجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية واسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى