2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الطبيب والفنان.. وإيذاء المجتمع

الأربعاء 23 من صفر 1446 هــ
العدد 50304
انشغل المجتمع بمشاجرة المطرب محمد فؤاد والدكتور مصطفى أيمن، طبيب القلب بجامعة عين شمس (المستشفى الجامعى)، اللذين لم يضعا فى اعتبارهما حجم الإيذاء الذى أحدثاه للمجتمع، وطبيعة المؤسستين (نقابة الفنانين) ككل، و(جامعة عين شمس ومستشفاها التخصصى)، والأطباء عموما. بعيدا عن الواقعة، التى هى محل تحقيقات، هناك منظرعام تغافل عنه الطرفان صاحبا المشكلة، ولعلنى ألتقط طرف الخيط من تعليق مُنصف، ومحايد، وعقلانى كتبه طبيب شخّصَ الواقعة بعمق، وأتابعه على صفحته منذ فترة باهتمام، وأراه كاتبا، ومحللا لمشكلاتنا بعقلانية، وتفتح كبير أكثر من كونه متخصصا، وطبيبا مهما، حيث كتب الدكتور إسماعيل عزت إسماعيل، استشارى الأمراض الجلدية، ناقدا، وشارحا أن عدم وجود فريقٍ كاف فى حجرات الطوارئ، وعزوف الاستشاريين، أو الأساتذة المساعدين، عن أخذ نوبتجيات طوارئ، كما يحدث فى مستشفيات أوروبا وأمريكا، يجعل من الوقت المُخصص للتفاهم مع أهل المريض ضيقا جدا (محدودا)، هذا علاوة على ما استنتجته من مقاطع الفيديو من غرور الطبيب، وعدم تقديم الاهتمام لأهل المريض الذى يعانى أزمة حادة مفاجئة.. قد يكون الطبيب ممتازا، لكن ليس فى communication «الاتصال» الذى هو مادة نجاح ورسوب فى الزمالة البريطانية والبورد الأمريكى، ومن جهة أخرى كان أهل الفنان المعروف يريدون معاملة خاصة، أو سوبر، فى مستشفى عام مكتظ بالآلام والبشر، وهذا غير واقعى، فلما لم يحدث هذا ثاروا واشتبكوا مع الطبيب الذى بدوره فاقم المسألة بعدم كياسته فى التعامل، والطرفان مخطئان، وكل منهما، فى لحظة الاحتدام، حاول إثبات ذاته، وتعليتها بالألفاظ المختلفة، لكن ما لفت نظرى أن الدكتور إسماعيل طالب الهيئة الطبية بمساءلة الطبيب، ومحاسبته على كلمة (شيلوا البتاع ده بره)، ولعلى أتفق مع الدكتور إسماعيل فى الإشارة إلى أن احترام الهيئة الطبية يبدأ من احترام المرضى ومرافقيهم.أعتقد أن ما حدث ليس جريمة تُعالج بأن يقف كل فريق مع من ينتمى إليه ضد الآخر على حساب الحالة المجتمعية العامة، فقد أصابنا الطبيب أولا، والفنان ثانيا بحالة من الخذلان، والخوف على المستوى الأخلاقى، والنفسى الذى وصل إليه المجتمع، وهى حالة لا نريد أن نستمر فيها، بل نعالجها، ولا نتركها للسوشيال ميديا وحدها حتى لا تزيد النار اشتعالا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى