فؤاد سعد..!

الأربعاء 20 من شعبان 1446 هــ
العدد 50479
رحل الأستاذ فؤاد سعد، شيخ المحررين المصريين البرلمانيين، إبريل ( فبراير 1932 – فبراير 2025) صاحب الثقل المهنى البارز، والدور الموفور فى مهنة الصحافة. من صفات الراحل، رحمه الله، التى كانت تقلق وتزعج زملاءه جدا، والمنافسين له فى هذا التخصص السياسى المهم للصحيفة والناس أنه كان يستطيع أن يلقط، ويستخلص أخبارا، وانفرادات مهنية خاصة به من خلال الجلسة البرلمانية العامة، ويحولها إلى مانشيتات لصحيفته، وانفرادات تخص الأهرام وحدها، رغم أنها جلسة مذاعة، وعلنية للجميع، لقدرته المهنية الفائقة، خاصة القانونية، فهو خريج كلية الحقوق- جامعة القاهرة 1955، فقد كان يستخرج فحوى القوانين والتشريعات التى يقرها البرلمان، ويكتبها للناس بسلاسة وإتقان، وكان معجونا بحبه لمهنته، وتفانيه فيها، فتعطيه المهنة ما تحجبه عن الآخرين وهو متاح أمام الجميع، كما سبر أغوار الاتفاقيات الدولية، حتى المناقشات التى كانت تحدث فى الاتحاد الاشتراكى العربى كان يقرؤها بدقة، ويعرف مغزاها، ويكتبها للناس أخبارا للمستقبل.
الأستاذ فؤاد سعد، نجم البرلمان فى الستينيات، والسبعينيات، وثمانينيات القرن الماضى، عمق دراساته للقانون، وإلمامه بخصائص مهنة الصحافة، مما مكنه من التميز المهنى، وقد أحب زملاءه، كما قدره رؤساؤه، وكانوا ينتظرون ما يكتب من أخبار، رغم أنهم كانوا حاضرين الجلسة معه، ويتندرون (سوف نرى ما يكتب سعد..ما نسمع، وما نرى، ولكن يغيب عنا إدراكه، فهو منوال وحده، ومتميز للغاية فهمًا، وأسلوبًا سلسا دقيقا، ويصل للهدف مباشرة، كما كان يعشق مهنة الصحافة، وحبه لعمله ليس له نظير، إلا أن له كاريزما أخرى أسرية، لاحتضانه كل الزملاء من كل الأجيال، ولمساته الشخصية محفورة فى أذهان زملائه، ونشأته الريفية لم تفارقه (بلدياتى من كفر علام – دقهلاوى) فقد جعلته صاحب اللمسات الإنسانية مع كل من عرفه، وبالرغم من ذلك كان «لورد» عالمى النهج والرؤية، رغم أنه فلاح مصرى قح، وصاحب ثقافة رفيعة كذلك، حيث يجيد الإنجليزية والفرنسية، ويعرف العالم بدقة، حيث مهماته الصحفية شرقا وغربا لا تخطئها عين، وأخيرا، فؤاد سعد عُمر مهنى كبير، وتجربة ثرية تستحق أن تعرفها الأجيال الجديدة لتدرك ثراء المعرفة، والتخصص، وأهمية العطاء لمهنة الصحافة.. رحم الله فؤاد سعد الذى سيعيش معنا طويلا نموذجا للمهنية، والمحبة الإنسانية.