2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حرب الشرق الأوسط

الأحد 24 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50364
إلى متى تنتظرون؟.. ألم تحن لحظة الحقيقة؟.. هذه حرب يجب أن تتوقف، وقد انتظرنا قرارات تأتى من سلطة قطاع غزة، قبل العدوان (حماس)، قبل تدميره كاملا، والآن تنتظرون قرارا يأتى من إسرائيل، أو سلطة لبنان فى الجنوب، والضاحية، ونحن نرى بيروت قد دُمرت ضاحيتها الجنوبية، وقُتلت سلطة حزب الله (أمينها العام، وأمينها اللاحق، وكل فريقهم العسكرى)، ونحن نرى تدمير مدينة بعد أخرى، ولكن مدينة صور الأثرية، التى تعتبر من أهم المدن الساحلية فى العالم، والتى اشتهرت بتصديرها الأبجدية، وهى لائحة التراث العالمى، ومتحفها، ومعالمها تُضرب، وتُدمر، وخُمس الشعب اللبنانى مهجر، ونيتانياهو وحده فى الساحة يتكلم عن الشرق الأوسط الجديد. إن أصوات العالم العاقلة كلها تقريبا تطالب بأن تتوقف هذه الحرب فورا، وإسرائيل استغلت غياب سلطة موحدة، سواء فى غزة، أو لبنان، وتقوم بتدميرهما على مرأى ومسمع من العالم كله، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية كلها عاجزة عن وقف العدوان، والآن أصبحت عاجزة حتى عن المساعدة، حتى الأطراف المتحاربة غير قادرة على إعلان الوحدة، والتفاوض بجدية لفرض السيطرة، والسيادة الفلسطينية، فهناك سلطة الفلسطينية، أو فرض السيطرة، والسيادة اللبنانية، فهناك دولة، وهناك برلمان، وحكومة مؤقتة، وهناك مساعدات دولية تحاول إنقاذ الشعب اللبنانى، ويجب عدم انتظار الانتخابات الأمريكية، فلن تأتى بمعجزة، سواء انتخب الجمهورى، أو الديمقراطى. كما أن الشتاء القارس قادم على هؤلاء الملايين، ويحتاجون لكل الأشياء لبعث الحياة فيهم، بينما سوف يصبحون معرضين للموت فى مجتمعاتهم، وأماكن الإيواء بردا وجوعا، وعالم ملهى، ولا يبحث عن حل، بينما المقاتلون يلهون هم الآخرين بصواريخ عبثية، أو مسيرات ثبت بالفعل عدم جديتها فى المقاومة، بل أصبحت أداة لتبرير العدوان الإسرائيلى، وتدمير المدن، واتساع رقعة معاناة المدنيين، والأطفال بلا رعاية، منذ أكثر من عام، ويموتون جوعا أو مرضا، فهل هذا عالم يستحق أن نصفه بالإنسانية، أو بحثا عن حقوق الإنسان التى ضاعت تحت آلات الحرب المفترسة، التى تقتل بلا وعى، وبلا حياء، هذه حرب عطلت الشرق الأوسط، وكل بلدانه، وأثرت فى الاقتصادات جميعا، ورفض الحرب والقرارات الأممية لم يعد حلا، فمخاطرها تتسع انتظارا للضربات المتلاحقة، والمتتابعة بين إيران وإسرائيل، والتى تنذر بحرب إقليمية واسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى