أحلك أيام الحرب

الأثنين 25 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50365
هناك لغة بين المتحاربين، خاصة إسرائيل وإيران، وهناك وسيط مؤثر (أمريكا)، وإذا توقفنا أمام الضربة التى هزت الشرق الأوسط (من إسرائيل لإيران ردا على ضرباتها)، وهى التى تتم وسط اشتداد المعارك الضارية على جبهتىّ (غزة وجنوب لبنان)، حيث تتواصل المجازر اليومية الإسرائيلية ضد المدنيين والأبرياء فى البلدين- فسنجد أن إسرائيل فى مواجهتها المباشرة لإيران ضربت مواقع عسكرية، ومصانع للصواريخ والمسيرات.
أعتقد أن الضربة الإسرائيلية كشفت طهران أمام تل أبيب، فالطيران الإسرائيلى تجول فى شرق، وغرب، وشمال، وجنوب إيران، حيث قصف العاصمة، ومدنا أخرى من دون أن تتمكن الدفاعات الجوية الإيرانية من إسقاط ولو طائرة واحدة، وقد خرجت كل الأطراف المتشاركة فى هذه الضربة راضية، فالإيرانيون راضون لعدم اتساعها للمنشآت النفطية، وأنها تفادت المنشآت النووية، ولم ترصد أحدا من قيادات إيران الكبرى (السياسية، أو العسكرية)، وإسرائيل راضية عن تحقيق أهدافها العسكرية، وإثبات قدرتها على الوصول إلى أى هدف إيرانى، بل إن المعلومات تشير إلى أن إسرائيل أخبرت إيران قبل ساعات من الهجوم، وحذرتها من الرد، وواشنطن راضية عن التزام إسرائيل بحدود الضربة، والصفحة طويت تقريبا، ولعلنا نكون واضحين مع إخوتنا فى غزة، ولبنان، فقد بدأنا للتو المناقشات الصعبة حول بداية النهاية، ونريد أن نخفف عن أهالينا الذين يعيشون أحلك وأصعب لحظات الحرب التى يراها المراقبون فى شمال غزة، فهى من الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية (أكثر من 150 ألفا قتلوا وجرحوا)، والمشهد يقول إن الرقم سوف يتزايد، أما فى لبنان فحدث ولا حرج عن خسائر الاقتصاد، فقد دُمر تماما بأكثر مما حدث فى حرب 2006، حيث يتم حاليا غلق كل المعابر البرية التى تربط لبنان بسوريا، وبعد الحظر الجوى لم تعد سوى شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، فهى الوحيدة التى تعمل تحت الرقابة فى مطار بيروت.
وأخيرا، فإن أحلك لحظات الحرب على الأهالى تلزم كل الدول العربية، والمجتمع الدولى بالتحرك لحماية المدنيين من القتل، والمجاعة، والنزوح القسرى فى شمال غزة، وجنوب لبنان، حيث المدن دُمرت، والحياة توقفت، والناس تئن ولا سلطة هناك.