د. نبيل حلمى

الخميس 28 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50368
رحل فى أوج توهجه العلمى والفكرى، إنه الدكتور نبيل حلمى، أستاذ القانون الدولى، وعميد الحقوق الأسبق، صاحب كتاب “العمدة” أو “الحاكم فى التحكيم الدولى” الذى فتح به أمام المتخصصين فى القانون مجالات للعالمية، وهو أحد كتاب “الأهرام” البارزين، وصاحب الرصيد الكبير فى الحياة العامة، والصديق الودود المحب لأهله، ووطنه، وأعتقد أن الأحداث العامة، والحروب، والتطورات الاقتصادية التى تلاحقنا بعدوانها لم ولن تمنعنا من أن نرصد، ونودع، ونعلن عن شجوننا، وحزننا على رحيل أعلامنا، ونجومنا، ومن أثروا حياتنا، وكانوا مشاعل تعطينا الضوء، والرؤية لما مر بنا، وتسلط الأضواء على ما ينتظرنا، وتشكل فكرنا، وأجندتنا فى القضايا العامة من أحداث. لقد كان نبيل حلمى من أهم 100 شخصية مؤثرة بالوطن العربى فى القرن العشرين، كما شغل دوائر عديدة، وأسس المراكز والدوريات القانونية فى جامعاتنا المختلفة، ووصل إلى العمادة فى حقوق الزقازيق، وكانت رئاسته جمعية مصر الجديدة، ومكتبتها العامة مصدر إثراء فكرى فى القاهرة، ونقطة ضوء جاذبة إلى ضاحية هليوبوليس، وعندما شغل رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للقانون الدولى كانت شعلة علمية كبيرة تضاف لرصيد هذا العالم المتميز، وامتد فكره، وتخصصه إلى تأصيل نظريات فى حقوق الإنسان، ولم يترك أى تطور يمر فى هذا المجال الحيوى إلا وقد تابعه بالدراسات والمقالات حتى أصبح علامة تلتجئ إليها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، والذى شاهد العدوان عليه من قوى عديدة مثل إسرائيل التى تعتدى على حقوق الإنسان العربى والفلسطينى. كما كان الدكتور حلمى راصدا دقيقا، ومتابعا، ومحاميا عن قضايانا العربية فى كل مكان ومحفل بجدارة، واقتدار، ومؤلفاته، ومقالاته هى أوسمة وشهادات تؤكد جدارته، واستحقاقه المكانة الرفيعة التى أعطتها النخبة المصرية، والقارئ فى كل مكان، إلى العالم المتخصص الدقيق نبيل حلمى الذى يكتب ويؤلف، ليس باللغة العربية فقط، ولكن بالإنجليزية والفرنسية، وإذا كنا سوف نفتقد برحيله المفاجئ مؤلفاته وكتاباته فإننا نحن أصدقاءه وعارفى فضله سنفتقد شخصية نادرة، وما يقدمه من دراسات تكشف الإرهاب، وجرائم إبادة الجنس البشرى فى القانون الدولى.. رحم الله عالما مصريا جليلا، وأستاذا متميزا سجل اسمه فى سجل الخالدين من علمائنا، وامتد عطاؤه العلمى والعام إلى القرن الحادى والعشرين.