أسوأ أيام العالم..!

الأربعاء 8 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50318
كان من الممكن أن نطوى صفحة 11سبتمبر 2001 من الذاكرة الإنسانية، وننساها، والتى تمر اليوم، برحيل بن لادن، وتصفية قاعدته، ومحاكمتهم، أو إعدامهم جميعا، ومرور 23 عاما على هذا اليوم الذى ليس له نظير فى التاريخ الإنسانى، لكن ذلك لم يحدث، فهذا اليوم، الثقيل بكل المعايير، هو أسوأ أيام العالم، وليس فقط على الأمريكيين، أو أهل نيويورك وواشنطن اللتين كانتا مسرح هذا الحادث الذى افتتح به العالم القرن الحادى والعشرين.
أعتقد أن أغرب ما فى الخيال هو الطائرات المدنية التى تحولت إلى قنابل أسقطت أهم برجين فى العالم (رمز الإمبراطورية الأمريكية التى حكمت العالم طوال القرن العشرين، بل قبله.. وإلى الآن)، حيث لم يستطع أحد فى التاريخ (الأمريكيون يقولون ذلك) أن يصل إلى أمريكا ويقتل 3 آلاف من سكانها إلا مجموعة من العرب المتطرفين (ينتمون لتنظيم القاعدة)، حيث قتلوا منها أكثر مما قُتل لها فى كل الحروب السابقة عليها، بما فيها الحربان العالميتان، وحروب الاستقلال.
إننا إذا عدنا لنتائج هذا اليوم فسنجد أن 95% من الخسائر وقعت على العرب والمسلمين، ولم يكن سببها إلا أيديولوجيات متطرفة أيقظت مارد الكراهية، وأصبح العرب، والمسلمون، منذ ذلك التاريخ، فى موضع الاشتباه، ولم تعد أمريكا حريصة على الصداقة مع دول، وشعوب المنطقة، وأضحى التحام الجماعات الإرهابية، بطبعاتها، وأسمائها المختلفة، بموجات ما سُمى «الربيع العربي» ظاهرة تولّدت منها حروب أهلية، وبلدان خَرِبة، ومنهارة، وعدم استقرار إقليمي، وإذا أردنا أن نحلل كل الحروب فى المنطقة، بما فيها، وآخرها، حرب غزة، فإن 11 2001 ليست بعيدة عنها، فمن دون 11 سبتمبر، وحربيّ العراق، وأفغانستان كان سيصعب على العالم تذكر جورج بوش الابن، وكان سيبقى مجرد اسم فى قائمة الرؤساء، أو ظلا لوالده بوش الذى اتخذ قرار «عاصفة الصحراء» ضد العراق 1990، والمؤكد أيضا أن باراك أوباما كان سيصعب عليه الوصول للبيت الأبيض لأنه رد فعل الرئيس الذى شن أول حروب أمريكا، ولذلك فإن 11 سبتمبر سيظل أصعب يوم فى تاريخ العالم، وآثاره ستبقى ممتدة فى أمريكا والعالم كله، خاصة العربي، والإسلامى.