2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما وراء اصطياد ‏شبكة «سليمانى»..!

الأثنين 20 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50330
عندما وصلت الاغتيالات الممنهجة يوم الجمعة الماضى إلى إبراهيم عقيل (الحاج عبدالقادر)، قائد قوة «الرضوان» (وحدات النخبة بحزب الله)، ومعه أحمد وهبى (أبوحسين)، مسئول التدريب فى الحزب، وهما قائدان أفلتا من الاغتيال فى مذبحة «اللاسلكى، والبيجر» يوم خروجهما من المستشفى، حيث كانت طائرة إسرائيلية (إف – 35) لهما بالمرصاد بصاروخين، شقا منطقة «الجاموس» بالضاحية الجنوبية لبيروت – وضح لى تماما أن إسرائيل تستكمل خريطة اصطياد كل العناصر التى كونها قاسم سليمانى، القائد الإيرانى الذى اصطاده الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، مع أبومهدى المهندس، قائد الحشد الشعبى بالعراق، فى يناير 2020، أى أن نيتانياهو عندما تكونت لديه كشوف بالشخصيات، أو الشبكة التى كونها قاسم سليمانى فى بغداد، وبيروت، وسوريا، بالإضافة إلى «حماس» فى غزة، و«الحوثيين» فى اليمن، للإطاحة بإسرائيل، وتكوين ما تعرفه إيران بـ«أذرعها» فى المنطقة العربية المحيطة بإسرائيل- بدأت الاغتيالات الإسرائيلية، أو الاختراقات لحزب الله، تُؤتى مفعولها، واقتربت من معظم قيادات الحزب (نحو 500 شخصية، إن لم يكن كلهم)، يتقدمهم «الستة الكبار»، والتى بدأت باغتيال فؤاد شكر، المساعد الأيمن للأمين العام لحزب الله. إذن نستخلص مما سبق أن نيتانياهو لا يصطاد فقط قادة حماس، وحزب الله، ولكنه يُذكر واشنطن بقاسم سليمانى، قائد فيلق القدس، الفريق التابع للحرس الثورى الإيرانى، والذى قُتل بغارة أمريكية بطائرة مسيرة، بالقرب من مطار بغداد، وهو أقوى شخصية عسكرية فى إيران، بقرار من الرئيس ترامب، وهى العملية التى نفذتها الإدارة الجمهورية السابقة، ثم جاءت عمليات الاغتيال الإسرائيلية الحديثة لتستكمل تلك العملية الأمريكية الخطيرة، وترسل رسالتين، الأولى للداخل الإسرائيلى أن نيتانياهو يفكك شبكة سليمانى التى تحيط بإسرائيل، والأخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنه يصطاد الشبكة التى بدأت هى تصفيتها، انتظارا للانتخابات الرئاسية المقبلة، وما ستسفر عنه، أى أنه يمهد الأرض للجمهوريين، إذا فاز ترامب، ويضع حدودا لسياسات الديمقراطيين، إذا فازت هاريس، وكذلك لنفوذ إيران فى الشرق الأوسط، وأنه يرى نفسه قادرا على تصفية البرنامج النووى الإيرانى بعد ذلك. أعتقد أن الاغتيالات، والحروب السيبرانية فى بيروت تعطى رسائل خطيرة لمستقبل المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى