أسوان والكوليرا!

الثلاثاء 21 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50331
.. ونحن نودع فصل الصيف، ونعيش فى خريفه؛ طاردتنا أخبار قادمة من مدينة أسوان، الجنوبية، والحدودية مع السودان الشقيق، عن أعراض مرضية أثارت مخاوف الأهالى فى قرية أبوالريش التابعة للمحافظة، وعلى الفور تناثرت الشائعات أنها الكوليرا القادمة من السودان الذى يعيش حالة حرب مفزعة، لكن الأسوانيين كانت عيونهم تلاحق المياه خوفا من أن يكون قد أصابها التلوث إهمالا، أو الغذاء، أو عدوى موسمية ناجمة عن الصيف الذى يلملم أوراقه.
أعتقد أن الحادث قد يكون محدودا، كما وصفته وزارة الصحة، بالنظر إلى قلة عدد الحالات المصابة وسط سكان بلغ عددهم (مليونا و 600 نسمة)، ولعل سرعة تحليل مياه الشرب، ومراجعة منافذها فى كل المحافظة، كما كشفت وزارة الصحة والمحافظة، قد سدت ثغرة مهمة، كما أن تحاليل الحالات المرضية فى مستشفيات الجامعة، وإدفو، وكوم أمبو، ورواد النوبة، وتحديد الحالات بالضبط، أشار إلى الفيروسات التى تنشط فى فصل الصيف، أو أى أطعمة ملوثة، ونحن نعرف الإهمال المنتشر فى بعض المناطق، ويجب التحرك لمحاصرته.
أرى أن حادث أسوان يعكس حاجتنا إلى تنشيط اللامركزية فى المحافظات، وسرعة التحرك، وأن نضع المعلومات أمام الناس منعا لأى ملابسات، أو استغلال فوضى «السوشيال ميديا»، ورغبة البعض فى تضخيم المشكلات لإثارة الفزع بين الناس، رغم أن الموضوع قد يكون بسيطا، ومحاصرته بالمعلومات الدقيقة فى الوقت المناسب تمنع الشائعات المغرضة، ولعلنا ننتهز الحادث فى أسوان لننبه وزارة صحتنا إلى مراجعة الضيوف القادمين من السودان، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الصحة هناك انتشار «الكوليرا»، وهذا يحتاج إلى تنظيم الحجر الصحى لمنع انتشار أى أوبئة قادمة من هناك، لتجنب آثارها الخطيرة، خاصة أننا محاطون بمناطق الصراعات، سواء فى غزة، أو السودان.. وغيرهما، والتى تشير إلى عودة الكوليرا، وشلل الأطفال، وجدرى القرود، والملاريا، والإيبولا، ونحن نحتاج إلى التأهب، خاصة على الحدود، لأن المؤشرات القادمة تحمل مخاوف جديدة، فيجب أن تكون كل المنافذ يقظة لهذا البعد الخطير إلى حد كبير، خاصة مع ارتفاع حالات الوفاة بالكوليرا فى السودان.