2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

التحول الإستراتيجى.. ومقامرة نيتانياهو!

الثلاثاء 5 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50345
.. ونحن نتم عاما من عدوان الاحتلال الإسرائيلى على غزة، فإن هذا العدوان لم يتوقف، ونراه يتوسع فى جبهات أخرى بلبنان، حيث الضاحية الجنوبية تُضرب بقسوة لتهجير سكانها، وقد شهدت واقعتىْ اغتيال الأمينين العامين لحزب الله (حسن نصر الله)، وخليفته (هاشم صفى الدين)، وجميع مرافقيهم، بمن فيهم إسماعيل قاآنى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، ومما يدل على قسوة هذه الاغتيالات فإن الأجهزة المساعدة لانتشال جثث الضحايا فى أعماق الضاحية لم تصل إليهم حتى الآن، ومازالت أخبار اغتيالهم محض تكهنات عالية التقديرات لاختفائهم تماما، سواء فى وسط حزب الله ببيروت، أو طهران.

لقد أوجد ترقب الغزو البرى للبنان أحداثا يُفترض أن تكون غير تقليدية، مهما تتكرر، مثل تحليق، وقصف مستمر، للطيران الإسرائيلى، واغتيالات بالجملة، ومشاهد الشهداء، والجرحى، والبيوت المهدمة، وحتى كمائن المقاومة، وقذائفها، وصواريخها، وإذا أضفنا مشاهد النازحين على الطرقات، فإن صور لبنان قاسية على السمع، والرؤية، لكن كل ما يحدث غير مسبوق على مستويات عدة، فهذه هى أطول حرب تخوضها دولة الاحتلال منذ تأسيسها على أنقاض مدن الفلسطينيين، وقراهم عام 1948، وقد حشدت إسرائيل لحربها القادمة فى لبنان نحو 360 ألف جندى احتياطى فى أكبر «تعبئة» منذ حرب أكتوبر 1973.

إننى لا أبالغ إذا قلت إن الحرب الحالية فى غزة، وما بعدها فى لبنان، أو خلالها، تعد نقطة تحول إستراتيجى لجيش الاحتلال فى صراعاته بالمنطقة، والتى ينتقل بموجبها من الاعتماد على المعارك والحروب الخاطفة، إلى الحروب الطويلة، وللذكرى فإن سجل إسرائيل فى الحروب الخاطفة مشوب بالكثير من الإخفاقات على الإطلاق، أبرزها حرب أكتوبر 1973، التى تمر الآن ذكراها العطرة، لكن الخطر كل الخطر هو ما تنتظره من مقامرة نيتانياهو فى حربه المباشرة مع إيران، حيث تقديرات هذه الحرب فاقت 67 مليار دولار من النفقات الدفاعية، وتبقى الحقيقة المؤكدة أن زمن الحروب الإسرائيلية الخاطفة قد ولى، وأن على إسرائيل، بل المنطقة بأسرها، أن تتكيف مع المتغيرات التى عشناها خلال عام، منذ أن انطلقت حرب الاحتلال الملعونة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى