مفاجأة «المناظرة» الأمريكية!

السبت 11 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50321
انشغل العالم بمناظرة أمريكية بين الرئيس السابق ترامب ونائبة الرئيس الحالى كامالا هاريس لانتخابات نوفمبر 2024، والتى جرت يوم الثلاثاء الماضي، حيث تمكنت هاريس، نائبة الرئيس الديمقراطي، من إصابة الرئيس السابق، بل الثأر لرئيسها بايدن، الذى كانت خسارته المناظرة الأولى سببا فى ترشيحها، فى هبّةٍ للحزب الديمقراطى للدفاع عن منصب الرئيس الذى يشغله الآن.
أعتقد أن المناظرات فى أمريكا عمرها 60 عاما، وتأثيرها على التصويت يكاد يكون محدودا، مع استثناء كبير شهدناه فى هذه الانتخابات الراهنة، وذلك عندما تمكن ترامب من سحق الرئيس الحالى فى مناظرة يونيو الماضي، والتى عجلت بانسحابه، وترشح نائبته التى أثبتت قدرتها فى فترة وجيزة، وهى إن كانت جاءت متأخرة فإنها الآن إن لم تكن متساوية مع المرشح القديم (ترامب) فهى تتفوق، ولكننا مثل معظم المراقبين نرى أن ذاكرة الناخبين ضعيفة، أو قصيرة، وأن هناك من الوقت ما يكفى لكى يتلاشى تأثير المناظرة، مثلما تلاشت محاولة اغتيال ترامب.
لقد كانت ليلة المناظرة من نصيب كامالا هاريس باتفاق كل المراقبين، وذلك عندما تقدمت لمصافحة غريمها، وعلى الفور ظهر التشنج فى كل علامات وجهه، وتمكنت من استدراجه، بل استفزازه، ووضعه فى موقف دفاعي، بما فى ذلك تذكيره بخسارته الانتخابات فى 2020، والتى لايزال ينكر نتائجها مع تقديم مميزاتها بالتعليقات الساخرة!
عموما، لا المناظرات، أو استطلاعات الرأي، يمكن أن تكشف لنا بوضوح اسم الرئيس القادم لأمريكا، ولكن مازالت أمامنا مواجهة نائبى الرئيس دى فانس (الجمهورى) وتيم والز (الديمقراطي) فى الأول من أكتوبر المقبل، وأمريكا مازالت تحظر المراهنات على الانتخابات، وإلى أن تصبح قانونية نتابع السباق بين ماسك، صاحب منصة «X»، والبليونير الأول فى العالم، وتايلور سويفت، نجمة البوب سويفت، التى وصفت هاريس بـ»المناضلة من أجل الحقوق، وقائدة ثابتة، وموهوبة، ونحن فى هذا البلد، بل فى العالم، فى حاجة إلى قيادة هادفة وليست فوضوية»، فلننتظر ما بعد شهر الانتخابات، حيث نوفمبر يدق على الأبواب، وأسابيع قليلة قادمة ينتظرها الكثيرون للحرب، والسلام، والاقتصاد العالمي.