2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حل الدولتين.. «تحالف دولى» جديد

الأحد 26 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50336
التحرك السياسى العربى ــ الإسلامى مع الشركاء الأوروبيين فى الدورة الجديدة للجمعية العامة بإطلاق «التحالف الدولى لتنفيذ حل الدولتين» تطور بارز يحقق حفظ حقوق الفلسطينيين، وعدم إهدار الدماء التى تسيل فى غزة والضفة الغربية بعد الحرب الهمجية الظالمة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى من الاحتلال الإسرائيلى بعد حادث 7 أكتوبر الماضى. أعتقد أن هذا التحرك يصب فى المسار الذى سارت فيه مصر ما بعد هذه الحرب بالمؤتمر الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحضره العالم كله، وكان واضحا أن مصر ترفض استغلال أى عملية مقاومة، أو حتى إرهابية، فى إبادة الشعب الفلسطينى، واستطاع هذا التطور السريع ملاحقة الهدف الإسرائيلى (اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم)، مما أدى إلى صمودهم فى أراضيهم، وحشد المجتمع الدولى لمساعدة غزة، وأهلها، وسوف يؤرخ لذلك «التحالف» الاجتماع الوزارى الذى عُقد بشأن القضية الفلسطينية، وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أوضح الوزراء العرب أن قيام الدولة الفلسطينية حق أصيل، وأساس السلام، وأن تنفيذ «حل الدولتين» هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع، والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كل دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، بالأمن، والتعايش. إن التحالف الجديد دعا دول العالم إلى اتخاذ قرار شجاع، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهناك الآن 149 اعترافا دوليا بفلسطين، كما أن هذا التحرك يجب أن يمتد لضم كل الأطراف الإقليمية، بما فيها تركيا وإيران، وأن يعمل هذا التحالف على اختراق إسرائيل من الداخل لكسب العناصر الإسرائيلية، أو المنظمات اليهودية الخارجية التى يمكن أن تساعد فى إنهاء الصراع بالمنطقة، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم ، ومحاصرة التيارات المتطرفة داخل إسرائيل التى استفادت من الحرب المستعرة التى يشنونها على غزة والضفة لتوسيع نفوذهم، وحجب التيارات المعتدلة فى المنطقة عن ممارسة نفوذها، كما أعتقد أن التحالف الجديد إذا وُضعت له خطة مدروسة، وتحرك إيجابى فسيكون له تأثير كبير فى المنطقة، وحتى فى الداخل الإسرائيلى الذى يشعر بعد الحرب الأخيرة بمخاوف كبيرة، وكثيرة حول مستقبله، بل مستقبل إسرائيل نفسها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى