سناء البيسى.. الماضى والحاضر والمستقبل!

الثلاثاء 23 من شوال 1446 هــ
العدد 50541
فى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة تستطيع أن تشاهد الطواف فى مكة، وتلتقط عينك بشكل جديد بسيط وجميل وأنت ترى الكعبة فى مركز اللوحة، وعبقرية الفن تتجسد أمامك وتتوحد فتنتج النجوم، وتحول الأماكن إلى عالم جديد، وترصد المعتمرين بملابسهم البيضاء أحياء يرنون للخالق. تشعر فى معرض ولوحات سناء البيسى بالجمال يحوط بك، فنانتنا الجميلة الخالدة، والصحفية، والكاتبة التى لا يشق عليها أى موضوع فتكتبه بالوجدان، والعبقرية- تخطو بمعرضها الجديد، ورحلتها الصحفية الغنية خطوة بسيطة، لكنها عملاقة، واثقة عبر الزمن بما جمعته عبر رحلتها الصحفية، والفنية، مع زوجها المبدع الراحل، والفنان الكبير منير كنعان (1919-1999)، وها هى تواصلها مع ابنها المدهش «هشام كنعان» الذى أهدى للقاهرة الجديدة قطعة نادرة من الفن تتوسط شارع التسعين، فتنقله من شارع المونوريل، والمولات الصاخبة إلى وادى الفنون (جاليرى بيكاسو ايست) فتحمل فنونا وعبقريات خالدة رسمتها فنانة مصر المبدعة. ذهبت للمعرض لكى أرى وجهها وهى مشرقة تواصل عطاء سناء البيسى المتفرد، خرجت منه وقد صحبت حفيدتى «زها» لكى أرى وجهها، وهى المحبة للفن، والرسامين بالفِطرة، تحكى لى بعفوية عن المستقبل، فقلت فى سرى: هذا هو سر خلود الفنان، وصدقه، لا ينتج لنا الماضى والحاضر، ولكنه يجسد أمامنا المستقبل بكل جوانبه. تحول مهم فى القاهرة الجديدة جعلنى أتصل بكل بناتى، وأهلى، وأقول لهم لقد أصبح «التجمع» بفضل سناء البيسى، وهشام كنعان الزمالك الجديدة، انتقل إليه الفن بكل جوارحه، وجماله.. الفن والجمال يفتح كنزه، ولوحاته أمامك، وقد أنجزت سناء البيسى عشرات اللوحات، ومعظمها بعد رحيل شريك حياتها، الذى كلما افتقدته أدمنت سماع مؤلفات بيتهوفن الموسيقى، تلك التى يسمعها «كنعان»، وتنتج لوحاته البارعة، وتهمس فى نفسه، نحن بالفن نهزم كل شىء، ونصنع حياة جديدة، ونجذرها كذلك، ونجعلها أحلى لأجيالنا، وللأجيال القادمة. فنانتنا جوهرة الصحافة والفن سناء البيسى لا نغبطك، ولا نهنئك فقط، ولكن ندعو لك من كل قلوبنا أن يمدك الله بالإلهام، والإبداع، والكلمات التى تطوف بنا، ونشوف بها هذا العالم الذى كله ألوان، وجمال قد تغيب عنا، ولكنها لا تغيب عنك، من عقل، وقلم، وريشة مدهشة لا مثيل لها فى عالم اليوم.