إنقاذ الأونروا!

الخميس 5 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50375
ما حدث فى منطقتنا من أطول حرب بين إسرائيل وحركة حماس، ونتائجه الكارثية على القضية الفلسطينية – يجب تلافيه فورا، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة (يجب أن تكون أول مهمة تسعى إليها كل الدول العربية على صعيدىّ الأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية الجديدة.
إن هناك الآن نحو 2.5 مليون فلسطينى فى غزة يحتاجون إيواء كاملا، وإنقاذا عاجلا فى كل مجالات الحياة، حتى المخيمات الفلسطينية بالقطاع التى تؤوى ملايين الفلسطينيين المهجرين من كل الأراضى المحتلة أصبحت بلا أى مساعدات، خاصة بعد حظر وكالة «الأونروا» عن العمل فى الضفة وغزة، لأن إسرائيل تستهجن وجود وكالة دولية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، بحجة أن هناك منظمة واحدة لكل لاجئى العالم، و«الأونروا» أكبر من منظمة إغاثة، لأنها تعول 6 ملايين فلسطينى، وتصرف على العديد من المخيمات الفلسطينية، سواء فى الشتات أو الأراضى المحيطة بإسرائيل (الأردن، ولبنان، وسوريا)، وفى العالم، ولأن الأونروا عمرها من عمر الدولة الإسرائيلية نفسها، فقد ظهرت للوجود بعد عام 1949، كما أن إسرائيل تريد طمس حق العودة بإلغاء الأونروا، ومنع عملها، وقد استغلت إسرائيل بالادعاء أن بعض أفرادها انضموا إلى حماس، وقد قدمت إسرائيل أسماء أحد عشر مواطنا من موظفى الوكالة ادعت أنهم من عناصر حماس، وحتى لو ثبت ذلك فإن هذا لا يعطيها الحق فى إلغاء هذه المنظمة التى لا بديل عنها لإغاثة الشعب الفلسطينى، وعدم وجودها يعنى زيادة حدة الفقر، والضياع لأسر وأطفال فلسطين الكثيرين، والذين بلا عائل، ومورد، ووطن. يجب أن ينضم العرب والمجتمع الدولى لإعادة الأونروا، وإغاثة غزة، لإعطاء الأمل لملايين الفلسطينيين الذين تأثروا بهذه الحرب، أو الإبادة الجماعية التى تعرض لها الشعب الفلسطينى، أما لبنان فيجب على اللبنانيين إعادة مؤسسات بلدهم بانتخاب رئيس، ونشر الجيش على الحدود منعا لحجج إسرائيل التى استغلتها لإعلان الحرب على حزب الله، مما يضع إسرائيل فى حرج أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، والمجتمع الدولى، ويكشف مخططاتها الرامية لإعادة احتلال أراضٍ عربية جديدة، وزعزعة استقرار منطقتنا.