2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏السينما ومهرجانها القاهرى

الأثنين 16 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50386
عندما نتكلم عن السينما العربية فهى مصرية، وجمهورها هم العرب فى كل مكان، ومهرجان السينما فى دورته الـ«45» كان العرب مجتمعين حوله فى القاهرة، وقصتهم المصورة، والمحكاة هى حرب الاحتلال الإسرائيلى على أشقائنا فى غزة ولبنان، فالسينما تحارب، وتجدد الوعى العربى كله عبر قصص تهز الوجدان وأفلام تحكيها، وترصدها، ومهرجان السينما القاهرى هذا العام يحتفى بفلسطين، ولبنان، والعرب جميعا يبدعون فيه، فهناك فيلم سورى إلى جوار الفيلم السعودى، والجزائرى، والمغربى حاضر فى المهرجان، والتونسى لا يغيب، والأفلام الوثائقية التى ترصد معاناة الناس فى غزة، ولبنان، والسودان بسبب الحروب، والصراعات، والتحولات التى تحدث فى منطقتنا.

أعتقد أن صناع السينما يحاربون فى المهرجانات بالتصوير والإبداع الفنى ليعبروا عن أننا أمة حية تريد أن تعيش، وتقاوم الحروب، والعدوان، بالصورة، والقصة الحية، ولذلك فإننى أستغرب جدا عندما يُلغى، أو يؤجل، مهرجان للسينما بحجة أن الحروب مشتعلة، فيجب أن تستمر الحياة، وتعمل، وتبدع، ولا تتوقف، ومن هنا فقد خطفنى الفيلم التونسى (وين صرنا) الذى يروى حكاية «نادين» الغزاوية التى وصلت إلى القاهرة من دون زوجها مع ابنتيها الرضيعتين اللتين أنجبتهما خلال الحرب بعد معاناة، والقصة تدور حول مدينة غزة التى حولها الاحتلال إلى ركام، وهى تطل على البحر، وحالة العشق التى تحكى رحلة عائلة نادين داخلها. لقد كان كل العرب حاضرين فى مهرجان القاهرة السينمائى، وكانت قضية الحرب الدائرة فى المنطقة هى محور أحداث، وأفلام المهرجان، وقد أرسل المهرجان رسائل حب، وتضامن لشعوبنا فى غزة، ولبنان، والسودان الذين يعانون ويلات الحروب وتبعاتها، ولذلك، فإننى أحيى الفنان حسين فهمى، رئيس المهرجان، الذى كبر على الأحداث والآلام، وكان يتحرك بين النجوم ويشيع بينهم الفرحة بالسينما وهو مذبوح من الألم والحزن على وفاة شقيقه، لكنها المسئولية التى تكبر بصاحبها، وتجعله يقدم العمل ومسئولياته على كل شىء حتى الألم الشخصى، كما أتذكر مؤسس هذا المهرجان الحى زميلنا الراحل، صاحب «الصفحة الأخيرة» فى الأهرام، أبومهرجان القاهرة السينمائى، كمال الملاخ، فحيوا معى السينما، ومخرجيها، وفنانيها، وجمهورها فى مهرجانها الفنى القاهرى المتميز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى