2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السر عند ماسك..! «2»

الأربعاء 18 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50388
لقد حمل إيلون ماسك، المرشح لتولى وزارة الكفاءة الحكومية فى الحقبة الثانية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لإيران رسائل دقيقة قد تكون فى مضمونها أكثر من رسائل طموحات، أو مخاوف مفزعة «لقد عدنا إلى أيام ما قبل رحيل ترامب فى الحقبة الأولى له، وكل ما يجب فعله هو حق الاتصال والجلوس معا، وعند ذلك يمكننا عقد صفقة نزيهة، ونحن فى المجمل لا نريد أن يكون لديهم سلاح نووى، وما نطلبه ليس كثيرا: توقف التخصيب بأى مستوى، ووقف إنتاج الصواريخ البالستية التى يمكن أن تحمل رءوسا نووية، والتوقف عن دعم حماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامى، وسحب القوات الإيرانية من سوريا، ووقف مساعدة الحوثيين فى اليمن، ونحن سنساعدهم على العودة إلى وضع ممتاز».

أعتقد أن معرفة نيات ترامب قد وصلت إلى طهران التى انسحب من الاتفاق النووى معها، ويطمح إلى عقد صفقة نزيهة، فهل يستطيعون؟..سؤال صعب، لأن أمريكا لا تريد استمرار الحرب فى الشرق الأوسط، ولا تريد أن يتعرض اليهود لكارثة ثانية، وإذا حكمنا على الأمور بمنطق سياسة ترامب فى ولايته الأولى فإن حربا شاملة فى الشرق الأوسط قد تحدث بين إسرائيل وإيران، والطرفان الإسرائيلى والإيرانى لا يريدانها، والأمريكى سيمارس الضغط حتى لا تحدث، والحكومة الإيرانية الراهنة تريد أن يكون برنامجها النووى أكثر صرامة، وطمأنة أمام العالم، أو المنظمة الدولية.

وأخيرا، فإن حالة الحرب الدامية منذ أكثر من عام أثبتت للأطراف أن الأذرع، والحروب بالوكالة، واستخدام قضية فلسطين أصبحت لا تصلح للمرحلة المقبلة، وهناك تغيير إستراتيجى، سواء فى إيران أو إسرائيل فى هذا الإطار، والمستور والمخفى أصبح علنيا، والحرب الخفية بين إسرائيل وإيران لا يمكن استمرارها بالقواعد القديمة، وترامب الثانى غير بايدن، وغير ترامب الأول، والأمر بالعقوبات الغليظة قد يجعل إيران اقتصاديا لا تحتمل، وإسرائيل لا تستطيع التوقف فى المنتصف إلا بحل شامل تتولاه إدارة ترامب مع إيران لإنهاء الصراع مع إيران، وأذرعها، ويبقى السؤال الأكثر من حيوى: فى ظل هذه المتناقضات المخيفة، أين قضية فلسطين وسط كل التضاربات، والتطاحنات بين الأطراف العربية وإسرائيل؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى