25 يناير

اليوم (٢٥ يناير) عيد مصرى خالص له سمت خاص، حيث تصدت فيه شرطة مصر فى الخمسينيات بالإسماعيلية (قنال السويس) لقوات الاحتلال الإنجليزى ببسالة احترمتها القوات المحتلة نفسها، وضربت لهم، ولشهدائهم مدافع التحية، والاحترام.
لقد احترمت الشرطة الوطنية المصرية الوطن فكان قرارا حكيما من قياداتها أن يكون هذا اليوم (٢٥ يناير) عيدا للشرطة لا يزاحمهم فيه أحد، فهو يوم حقيقى فى حياة مؤسسة لا تستقيم أمورنا إلا بها، ولا تتقدم إلى الأمام إلا بالأمن، والاستقرار الذى تضفيه، ومن دونها أى دولة تكون هشة، لأنها أداة العدالة، ويدها القوية، والفاعلة، وإنفاذ القوانين بين الناس لتستقيم الحياة، ويُقام العدل.
إن يوم الشرطة المستحق هو عيد لكل الوطن، وكل جندى، وصف، وضابط، وقائد يتحمل المسئولية يوميا، بل كل دقيقة، خاصة إذا حدث، لا قدر الله، حريق، أو فوضى، أو انفجار، أو إرهاب داخل المجتمع، فلهم، وشهدائهم فى عيدهم كل محبة، وتقدير.
كما أن ٢٥ يناير ٢٠١١ من الأيام المهمة، والتاريخية، لأنه عرَّف المصريين قيمة الدولة، ومعنى قوة المؤسسات، وإعادة بنائها للمستقبل، وفى مقدمتها مؤسسة الشرطة، ولعلنا نشعر جميعا بالمتغيرات الهائلة فى هذه المؤسسة التليدة، والواضحة فى التحديث الشامل، والحوكمة، وإعادة بناء الشرطى الناضج القادرعلى استيعاب المتغيرات، والمتحمل أعباء وظيفته، والمتسلح بكل الأدوات، والعلم، والقيم، والعدالة، والحق، والبعد عن كل أشكال الفساد.
تحية للشرطة المصرية فى عيدها، وتمنياتى أن تحذو كل مؤسسات الوطن فى إعادة بناء نفسها حذو هذه المؤسسة السامقة فى تحديث المضمون، والشكل، والتنظيم داخل كل إداراتها، وأجهزتها، وصولا إلى السجون التى أصبحت أفضل مؤسسات التأهيل، وإعادة بناء الإنسان، وحفظ حقوقه كاملة، حتى المحكوم عليهم، والمجرمين، والحقيقة أننا أمام مؤسسة شرطية جديدة فى مصر من بعد عام ٢٠١٣ حتى الآن، فتحية لكم أيها الأبطال، والاحترام لشهدائكم الذين جعلونا نعيش فى أمان، ويوم عيدكم كله لكم لا ينافسكم فيه أحد، حيث تشعرون فيه بحب الناس، وتقديرهم، واحترام الوطن، ومؤسساته لكم.