الحلم النووى «2»

لقد جاء البرنامج الجديد للطاقة النووية (المبادرة) من الرئيس عبدالفتاح السيسى (صاحب المبادرات العديدة فى شتى المجالات التى سوف يحفظها تاريخ وطننا)، ونظرا لأن علاقاتنا مع روسيا قديمة قِدم إنشاء أول سد مائى على نهر النيل لإنتاج الكهرباء منه (السد العالى الذى جرت حوله معارك عديدة قبل أن يتم، ويحمى مصر، والنيل، وينتج الكهرباء)، فقد أبرمت مصر وروسيا فى 2017 عقدا لإنشاء 4 مفاعلات بطاقة 1200ميجاوات لكل منها تنفذها شركة «روساتوم» الروسية، وتأخر تنفيذ المشروع 5 سنوات لأسباب فنية، لكن فى يوليو 2022 أعلنت شركة «روساتوم» الروسية العملاقة بدء إنشاء أول محطة للطاقة النووية فى مصر، وشهد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأليكسى ليخاتشيف، رئيس«روساتوم»، صب البلاطة الخرسانية التى تستخدم كأساس لمحطة الضبعة لتنطلق أعمال الإنشاءات، وتشهد بدايات عام 2024، وتحديدا الثلاثاء الماضى، تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فعالية صب خرسانة المفاعل الرابع فى محطة الضبعة لتقترب مصر من تحقيق حلمها بدخول عصر التكنولوجيا النووية السلمية.
إن مصر تستهدف من خلال هذا المشروع تنويع مصادر الطاقة، وخفض الاعتماد على الغاز، والمنتجات البترولية من خلال إنتاج طاقة مستديمة، تحمى الإنسان، والبيئة، ولهذا فإننا ندخل عصرا نستحقه، ليصبح عندنا علم نحن أهله، بل بلده، فالحضارات لا تنمو، ولا تتطور، ولا تستمر إلا بالطاقة النووية المتحكمة، وعلم الموارد والتكنولوجيات النووية الذى لا يقل عن علوم الذكاء الاصصناعى، والكمبيوتر، والفضاء. أعتقد أننا جميعا نعرف اليورانيوم الأكثر قدرة على الانشطار، والطاقة المنبعثة من النواة، وتسخير الطاقة النووية السلمية التى سيكون موطنها مصر بعد هذه المحطة، لهذا فإننى أقول انتظروا مصر نوويا، وعلماءها، وعلمها، فقد دخلنا عصرا كنا نحلم به، ونعرف قدره، لأنه من دون الطاقة النووية كان ينقصنا الكثير، ومصر تقرأ المستقبل، بل تصنعه بهدوء، وسلاسة، فمبروك للمصريين، وللرئيس عبدالفتاح السيسى، صاحب المبادرات الخلاّقة، الذى يسير بمصر بكل ثبات، وكفاءة، واقتدار وسط أمواج الحروب، والصراعات التى تتلاطم فى منطقتنا، والشرق الأوسط بشطريه الإفريقى، والآسيوى، بل أوروبا، والعالم بأكمله.