حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

محكمة العدل.. وغزة

أعتقد أن قرار المحكمة الدولية بشأن حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة يسبغ الحماية الدولية على الشعب الفلسطينى فقط ولا يعطيها لإسرائيل، فبقرار المحكمة الدولية لن تستطيع إسرائيل ممارسة عدوانها على المدنيين، وستكون تحت الرقابة الدولية المستمرة، ولكن كل ذلك لا يعطى للفلسطينيين حقهم فى تقرير المصير، وهو الهدف، أو الأمل المنشود، وإنما يضع القضية الفلسطينية فى رقبة الفلسطينيين أنفسهم الذين يجب أن يتخلصوا من وصايات، أو نصائح بعض الدول الإقليمية، أو الفصائل، ويتحدوا على تحقيق هدف واحد لتقرير مصيرهم، ومستقبلهم، وحماية الشعب الفلسطينى ليحكم نفسه بإرادة وطنية صحيحة، وحرة. لقد أصبح القرار فى أيدى الفلسطينيين أنفسهم أكثر من أى أيدٍ أخرى لأول مرة فى التاريخ، وتجربة حرب الاحتلال الإسرائيلى المريرة على غزة كشفت عن أن هناك دولا إقليمية لا تعمل لمصلحة القضية الفلسطينية، حيث توظفها لإرادات أخرى، ومن هنا يجب على الفلسطينيين أن يحملوا قضيتهم من دون خلافات، أو انقسامات، كما يجب عليهم أن يتعلموا كيف يكسبون قضيتهم فى المستقبل، ويستطيعون فرض دولتهم على العالم كله، والحل الذى يحقق مصالحهم السياسية، وتقرير مصيرهم؟، لأن القضية الفلسطينية لن تنجح إلا باتحاد كامل الفلسطينيين داخل منظمة التحرير، وبسلطة قوية تجمع الخبرات الفلسطينية كلها فى بوتقة واحدة، وتلك مهمة الفلسطينيين أولا وأخيرا، وبمساعدة أشقائهم العرب. أما غزة التى حققت مكاسب كبيرة للشعب، والقضية الفلسطينية، حيث كشفت للمجتمع الدولى حقيقة حكومة نيتانياهو المتطرفة، والعنصرية- فيجب أن تفكر بأسلوب آخر مبتكر، وجديد هو أنها جزء من الكيان الفلسطينى الواحد (الضفة الغربية وغزة لا انفصال بين الجزءين)، كما يجب على الفلسطينيين جميعا أن يعوا أن فلسطين قضية تحرر وطنى وليست صراعا يتم لمصلحة إسرائيل، أو فصائل متناحرة باحثة عن السلطة الفلسطينية وتبيعها لأقرب دولة إقليمية تقف فى صف أى منها، والنتيجة أن الحرب، والصراعات يدفع ثمنها الشعب الفلسطينى وحده، ويحقق الآخرون الذين وظفوا هذه الفصائل المكاسب السياسية، والعسكرية التى لا تصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى، ولم تكن حرب غزة الراهنة بعيدة عن ذلك، فهل يتعلم الفلسطينيون الدرس؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى