«الأونروا» بلا تمويل..!

فوجئ العالم، خاصة منظمات الأمم المتحدة، عشية صدور قرار المحكمة الدولية إسباغ حمايتها للشعب الفلسطينى، وملاحقة إسرائيل، ومنعها من إبادة الفلسطينيين فى غزة التى تئن تحت الاحتلال، ومطالبتها بتقرير شهرى عن حماية الفلسطينيين، وعدم ملاحقتهم- فوجئ بقرار إسرائيلى بتوجيه الاتهامات إلى ١٢ فردا من العاملين فى وكالة الأمم المتحدة للإغاثة واللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، متهمة إياهم بالمسئولية، أو المشاركة فى أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ومن دون تحقيق سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعليق مساهماتها فى الوكالة، وهى الممول الأكبر لها (٣٠٠ مليون دولار سنويا)، وبالسرعة نفسها انضمت إليها بريطانيا، وألمانيا، وهولندا، وسويسرا، وفنلندا، وأستراليا، وكندا؛ بعد المزاعم الإسرائيلية التى بُنيت على اتهامات مرسلة.
إن الأونروا يعمل بها ١٣ ألفا فى غزة وحدها من إجمالى ٣٠ ألف موظف يعملون على إغاثة، ومساعدة 5٫9 مليون فلسطينى مسجلين لدى الأونروا، ويعيشون على هذه المساعدات، وأعتقد أن إسرائيل منذ سنوات تخطط لإنهاء عمل الوكالة، وهذا من أعمال الإبادة للفلسطينيين، وهذا ما يجب أن تعرفه المحكمة الدولية، لأن معظم الفلسطينيين لاجئون، وتتصور إسرائيل أنه بوقف التمويل لـلأونروا ستجهز على القضية الفلسطينية، وقد استجابت إدارة ترامب فى عام ٢٠١٨ وأوقفت التمويل للمنظمة، ورحبت إسرائيل، وحينما جاء بايدن أعاد المساعدات فى عام ٢٠٢١، فماذا يعنى وقف التمويل فى هذه المرحلة الحساسة من الحرب على غزة التى ٦٣٪ من سكانها بلا غذاء، وماء، ودواء، ومأوى، ويعتمدون على مساعدت الأونروا، كما أن٨٠٪ من سكان القطاع تحت خط الفقر، وشريان حياتهم المساعدات التى تقوم بتوزيعها، وإدارتها الأونروا؟!.. وماذا يعنى وقف التمويل (عشية حماية المحكمة الدولية للفلسطينيين) بإشارة من إسرائيل لحليفتها أمريكا، وتوابعها؟!
يجب استئناف التمويل للأونروا، لأنه مسألة حياة أو موت للفلسطينيين، فهناك ٥٨ مخيما فلسطينيا موزعة على الضفة، وغزة، ودول الجوار، كما أن هناك٤٥٠ ألف طفل تمولهم الأونروا ليس لديهم عائل، بسبب الجرائم الإسرائيلية المتتابعة.. وأخيرا فإن وقف التمويل للأونروا هو جريمة جديدة ضد الشعب الفلسطينى من خلال حرب الإبادة الشاملة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى، وحليفته أمريكا، وتوابعها على غزة.