معرض الكتاب.. والنرويج
معرض الكتاب لنا جميعا حق الافتخار به لأنه يقدم الجديد، والمبتكر سنويا، ومتغير مع الاستمرارية، كما أنه ملهم للكتاب، والقراء، والوطن، وفيه أصبح معارض الكتب مؤسسية، ومتطورة للغاية، والدورة الراهنة الـ ٥٥ تحكى قصصا، وأساطير عبر الكتب، والندوات التى كشفت لنا عن أن معرضنا، بكل المقاييس، أصبح عالميا بحجم المشاركة، والإصدارات الجديدة، والاهتمام من كل دول العالم، شرقا، وغربا.
إننى أحرص على المشاركة فيه من خلال الندوات المتخصصة التى تقيمها الأجنحة للتعريف بحجم النشر، وأهتم بلغتنا العربية، وأشعر فى أجنحة المعرض بأن هناك اهتماما بنوعية المحتوى، والكتب المميزة، والإصدارات، والدوريات، مما يجعلنى أشعر بأن اللغة العربية (لغتنا) أصبحت لها أصحاب يعملون من أجل ازدهارها، وتطورها عاما بعد الآخر، ومنتجون يحرصون عليها، وعلى تقديم الجديد للقارئ، وسوف أنتقى خلال أيام المعرض بعض الكتب المميزة لكى أعرضها، فقد خطفت عينى، لأن معظمها يحمل أفكارا براقة.
لكن دعونى أُحيى هيئة الكتاب المصرية لاختياراتها الفريدة، خاصة اختيارها مملكة النرويج ضيف شرف المعرض، فهو تطلع للعالمية، لأن النرويج دولة استطاعت تغيير مسارها للأفضل، وقد ذكرتنى بمصر، أو حالنا الراهن، بلدنا الذى يتغير بفضل أبنائه، وحرصهم عليه، للأفضل، كما أن النرويج دولة بحرية مثلنا، وصاحبة أسطول بحرى حديث، وكبير، ونحن دولة بحرية لدينا الأبيض المتوسط، والأحمر، وقناة السويس، والنيل، ولكن ليس لدينا أسطول تجارى مثلهم، وتمنيت أن نتعلم منهم ذلك، ونقيم أساطيل لسلاسل الإمداد فى البحرين الأبيض والأحمر، ولا ننسى نهر النيل المتشوق لأسطول نهرى يربطنا بإفريقيا، ودول نهر النيل لنحل مشكلات دول حبيسة مثل إثيوبيا، ولا نجعلها تعتدى على جيرانها لتخرج من سجن الطبيعة، بل تتعامل بشكل عصرى.
أعتقد أن النرويج ملهمة لمصر، والمصريين، فبعد أن كانت فى بداية القرن العشرين أفقر دولة فى أوروبا، فإن النرويج، ذات البحرين، والممر الشمالى الشرقى المنافس لقناة السويس فى التجارة، أصبحت نقطة استقطاب العالم، وحلم الحياة المثالية، وقد خرجت من اختيار معرض الكتاب النرويج ضيف شرف برؤية أننا فى مصر سنكون قصة القرن الحادى والعشرين للعالم مثلما كانت النرويج قصة القرن العشرين له.
