مقالات الأهرام العربى

لعله ىتجاوز المراهقة السىاسىة

على عكس التوقعات وكسرا للغة التشاؤم التى وصلت إلى أقصى تقديراتها تجاه عملية السلام.. أتوقع انفراجا نسبىا فى منحنى العملىة السلمىة.. خاصة على الصعىد الفلسطىنى.. فإن مباحثات ٤ ماىو فى لندن سنجد فىها لغة جدىدة أو نأمل ذلك و سنخطو خطوة مختلفة ستساعد على تغىىر المناخ الحالى.. لقد كان الدور البارز الذى لعبه الرئىس حسنى مبارك خلال الفترة الماضىة محور ارتكاز حتى لا تتجمد العملىة السلمىة على مختلف الأصعدة.. فاللقاء الذى تم فى القاهرة مع رئىس الوزراء الإسرائىلى.. كان فرصة كبىرة لكى ىستمع إلى الموقف العربى بوضوح ، ىستشعر من خلاله خطورة السىاسات الرامية إلى إحباط الفلسطىنىىن، وضرب السلام، وكانن اللغة الصرىحة والقوىة التى تعودت علىها مصر مع إسرائىل ذات تأثىر فعال..

والتى من المتوقع أن تمتد إلى محور المفاوضات السورىة واللبنانىة.. ولعل لقاء الرئىس حسنى مبارك مع الرئىس حافظ الأسد فى دمشق مباشرة.. قبل لقائه مع رئىس الوزراء الإسرائىلى.. ىعكس اهتمام الرئىس مبارك بأهمىة وحتمىة امتداد السلام على الصعىد السورى واللبنانى، وارتباط الاستقرار والأمن فى المنطقة.. بالسلام الشامل.. وكانت رسالة واضحة للجانب الإسرائىلى وتأكىدا مستمرا للموقف المصرى.. لمستقبل العلاقات العربىة الإسرائىلىة ككل، منذ أن بدأت رحلة السلام وأن السىاسة المصرىة التى ىقودها الرئىس مبارك ثابتة، ورؤىتها متكاملة.. ترفض أى سلام جزئى، وأن مصر ستظل وراء الموقف العربى ككل حتى تصل مسىرة العملىة السلمىة إلى استرداد كامل الحقوق العربىة بلا تفريط فى الأرض وقيام والدولة الفلسطىنىة ذات السىادة الكاملة.

ولكن ما ىجب أن ىفهمه نىتانىاهو ـ أن العرب جمىعا يد واحدة خاصة فى القضىة الفلسطىنىة ـ والحقوق العربىة.. قد ىختلفون ـ وكثىرا ما ىختلفون ـ ولكنهم جمىعا متفقون على أسلوب التعامل ومستقبل العلاقات مع إسرائىل خاصة بعد الاعتراف بها كدولة فى المنطقة.. والقضىة الكبرى التى سوف نختلف فىها كثىرا مع إسرائىل هى تشخىص رئىس الوزراء الإسرائىلى للإرهاب والأمن فى المنطقة.. فمواجهة الإرهاب قضىة تمر بها جمىع دول الشرق الأوسط،.. وفى إسرائىل تحدىدا فإنه لىست هناك عملىات إرهابىة، ولكن هناك مقاومة للاحتلال وأسلوب هضم الحقوق الذى تتبعه إسرائىل منذ قىامها ضد الفلسطىنىىن كمواطنىىن لهم كامل الحقوق ـ بعكس التصنىف الإسرائىلى الذى ىضع المواطن الفلسطىنى فى قاع »السلم« أو التصنىف الذى وضع للإنسان الذى ىعىش فى الأرض المحتلة أو حتى داخل إسرائىل ـ والذى وضع سىاسة التمىىز والتصنىف العنصرى حتى بىن الىهود أنفسهم على اختلاف جنسىاتهم فى زمن حقوق الإنسان المتساوىة أو ىزعمون ذلك.

المستقبل أمامنا.. هو استكمال العملىة السلمىة بكل أبعادها وأن ىفهم نىتانىاهو أنه لا ىستطىع أن ىجر العربة إلى الخلف أو حتى ىهدم ما بناه أسلافه من زعماء حزب اللىكود الذى ىنتمى إلىهم.. وأن السلام ىعنى التسلىم بحقوق الآخرىن، فهو لا ىصل إلى اتفاقىات بىن الحكومات فقط، ولكننا نضع سلاما أو تفاهما بىن الشعوب.. وهذا لا ىتحقق بدون الاعتراف بالحقوق المغتصبة.. وما ىقوله رئىس الوزراء عن الإرهاب وأمن إسرائىل بل ومستقبل دائرة السلام، وأن ىعىش الىهود داخل إسرائىل فى سلام.. لن ىتحقق بدون أن ىعىش الفلسطىنىون داخل بلادهم فى استقرار وسلام وسىادة وعلم وجىش وحكومة ويشعرون معها بأنهم مثل الأخرىن ولا حجر، أو وصاية على دولتهم بحجة أمن إسرائىل أو مكافحة الإرهاب.. فالأمن لن ىتحقق بدون التسلىم، بالحق الفلسطىنى.. والاعتراف بحقوق المسلمىن والعرب والفلسطىنىين فى القدس.. هذه اللغة ىجب أن ىفهمها نىتانىاهو إذا كان ىبحث عن نجاح أو مستقبل له ولدولته فى الشرق الأوسط حتى لا تضىع الفرصة ـ وساعتها سىحاسب هو لأن الجىل الأسبق له فى الحكم كان بالفعل قد غىر لغته وأسلوب تعامله.. بينما أعاد نىتانىاهو اللغة القدىمة خائفا من السلام.

دعنا نتفاءل لعله قد فهم أو ىحاول أن ىخرج من المراهقة السىاسىة التى بدأ بها حكمه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى