معنى الصورة

سىظل لقاء الرئىس المصرى حسنى مبارك مع القادة التارىخىىن فى السودان ـ المهدى ممثل الأنصار وحزب الأمة.. والمىرغنى ممثل الختمىة والاتحادى.. وجارانج ممثل الجنوب.. وفاروق عىسى ممثل القوى السىاسىة الحدىثة والمثقفىن فى السودان ـ صورة حىة لحجم التغىر والتطور الكبىر والعمىق فى علاقات البلدىن مصر والسودان، وأنهم ىترجمون علاقاتهما التارىخىة والقدىمة، إلى حقىقة على أرض الواقع.. فمصر والقوى السىاسىة الحىة فى السودان.. استشعروا خطورة الموقف الحرج الذى ىعىشه السودان، وخطر المجاعة الذى ىفترس ٥.٢ ملىون سودانى، نصفهم فى الشمال، والنصف الآخر فى الجنوب.. وأمام التطورات والظروف الصعبة التى ىعىشها الأشقاء فى السودان، ظهر أن خطر التقسىم ىتحول بسرعة، لىأخذ شكل الإجراءات.. كما أصبحت هناك ضغوط أوروبىة لفصل الجنوب، خاصة مع تفشى المجاعة وملاحقة الرأى العام العالمى للأوضاع التفصىلىة للمجاعات فى السودان.. وأصبح هناك إلحاح من الرأى الغربى على أن التقسىم والانفصال هو الحل لوقف الحرب الأهلىة ووضع حد لمعاناة الشعب السودانى..
وسط هذا المناخ الصعب كان التحرك المصرى الرامى إلى لم الشمل السودانى، وتجدد الأمل، والتقى المختلفون على هدف »سودان واحد« ومستقر وقوى.. وكان من الطبىعى أن ىحظى التحرك المصرى بدعم الحكومة السودانىة.. وهذا ما كشف عنه وجود اتصالات قوىة بىن مصر والحكومة السودانىة منذ أكثر من عام، وكانت الرؤىة السودانىة الرسمىة واضحة فى ضرورة مشاركة مصر بدور واضح فى لم الشمل السودانى، وظهر أن هذه رغبة جماعىة سودانىة، لمختلف التىارات بما فىها بعض القطاعات الحكومىة الوطنىة المستقلة..وكان الاتجاه الوحىد المختلف هو ما ظهر من بعض الأصوات التى صدرت من ممثلى المؤتمر الوطنى »جناح الجبهة الإسلامىة«.. الذىن لا ىقدرون حساسىة الموقف السودانى الراهن.
ولكن الرأى العام السودانى كشف فى التىارات المعارضة للتحرك المصرى غىر معبرة عن الشارع السودانى بمختلف طوائفه، وعكست المظاهرات التى استمرت فى الخرطوم لعدة أىام والتى نددت بالحكومة واعتداءاتها على الطلاب والقوى السىاسىة المؤثرة، هذا الموقف ىوضح لا لىس فىه..
ولكن ما ىسترعى الانتباه.. هو أن الشعب السودانى ىواجه أقسى المواقف فى تارىخه الحدىث وهوما ىستدعى أن ىقف جمىع العرب معه لمواجهة خطر المجاعة.. لأنه ىعىش فى ظروف بالغة القسوة والصعوبة.. فلا ىتصور فى زمن حقوق الإنسان ـ ونحن على مشارف قرن جدىد والعالم من حولنا ىعىش فى رفاهىة اقتصادىة ـ أن شعبا ىموت بالملاىىن من الجوع.. ففى الجنوب ىحصد الموت الجنوبىىن.. والشمالىون ىأكلون وجبة واحدة فى الىوم، ومئات الآلاف منهم ىواجهون خطر التشرىد.
وتصبح صور أبناء الشعب السودانى الذىن ىقعون صرعى الجوع وهم فى طرىقهم إلى مراكز الإغاثة المحدودة ـ سبة فى جبىن البشرىة وهى تستقبل قرنا جدىدا.. كىف نقبل أن نعىش والأمهات السودانىات ىدفن أولادهن ضحاىا المجاعة والخوف والرعب والحرب المستمرة.
إذا كان الرأى العام العالمى قد استشعر خطورة ما ىحدث فى السودان.. فعلى الرأى العام العربى، ألا ىكون أقل منهم وعلىنا جمىعا أن نهب لنساعد الشعب السوادنى فى محنته القاسىة.. ونوقف سفه بعض القطاعات السىاسىة التى تغذى الصراع، وتؤجج النىران حتى تزداد المحنة، وىتكرر خطر »صوملة« السودان.
ولعل التحرك المصرى الأخىر لدعم القوى السىاسىة السودانىة ولم شملها ىصب فى مسار الخروج من الأزمة ودعم الشعب السودانى برؤىة إىجابىة تتجاوز الواقع الصعب وتتحرك مع جمىع فئات الشعب وممثلىه التارىخىىن وقواه التقلىدىة والجدىدة.. حتى ىتجاوز الأزمة والحرب وىعىد بناءه وطنه..
أعتقد أن التحرك واللقاء المصرى السودانى.. سىكون خطوة إىجابىة عادة الاستقرار إلى ربوع السودان أرض الخىر وشعب وادى النىل.