امسك ياحكومة

ليس هذا مجرد عنوان لمسرحية امسك حكومة, لكنه طلب من الحكومة الانتباه لتعرف أنها أصبحت مستهدفة من شارع يريد الانزلاق إلي الفوضي, ويتصور أن نقد الحكومة ومطالبتها بعمل خلاق وإبداعي, للخروج من مشكلاتنا, قد يتحول إلي سخرية أو محاولة تشويه للحكومة في الشارع عدم احترامها, وبالتالي الإخلال بالواجبات المطلوبة- من المواطنين والحكومة معا- وهي كثيرة. وما أراه ويراه كثيرون أن التقصير في الأداء والضعف في العمل ليسا مسئولية الحكومة وحدها, بقدر ما هو مسئولية الناس جميعا, بكل طوائفهم وفئاتهم وثقافاتهم المتنوعة, وقبل أن تعم الفوضي أكثر من ذلك, نطالب الحكومة بإعمال ما تحت أيديها من قوة وفعالية, حتي لا تترك حالة الارتخاء والضعف والترهل تستمر وتنتشر في كل الاتجاهات, فالحكومة أصبح أي فرد أو ناقد يحلو له أن يتهكم عليها, يتهكم فورا دون خوف لاحظوا أنني أقول المتهكم ولم أقل النقد, لأن النقد مشروع وحق لكل مواطن, لكن السخرية والاستهزاء ليس مجرد عمل ضد الحكومة, لكنه ضد الوطن, لأنه يشوش علي قصار النظر وضعاف العقول, ويجعلهم يتصورون أن الحكومة التي هي ظهر الوطن, أصبحت بلا ظهر يحميها!
وأقترح علي الحكومة أن تثبت للشعب في المرحلة القادمة أنها قادرة وتملك كل أوراق اللعبة. ولا يمكن لأحد أن يتهكم عليها حتي لو كان كاتبا مسرحيا فذا أو صحفيا أو رسام كاريكاتير أو فنانا يكتب امسك حكومة, والاقتراح محوره أن تقوم الحكومة فورا بتنفيذ كل الأحكام الصادرة من القضاء ولا تنفذ, وهي بالملايين, وأقترح أيضا علي الحكومة أن يكون كل ضابط وعسكري مرور قادرين علي وقف كل السيارات بكل أنواعها غير المرخصة, أو ينبعث منها الدخان, سواء ميكروباص أم أتوبيس قطاع عام, يخالف سائقه كل القواعد ويضرب عرض الحائط بكل قيم الشارع, ويقف في نهر الطريق ليقف المرور ويتحدي الحكومة والناس عيني عينك.
ومادامت هذه هي الحال, فإنه علي الحكومة أن تصدر قرارات فورية تمنع استخدام الميكروفونات في الشوارع ومن فوق أسطح المنازل أو بواسطة الباعة الجائلين, وحتي ننهي أنواع الضوضاء والصخب والعنوان معروف شوارع بلا أحد يحميها.
أقترح علي الحكومة أن تجبر موظفيها علي مواعيد الحضور والانصراف وأداء الخدمات العامة في مواعيدها بلا تأخير أو من علي المواطنين.
كما أقترح أيضا علي الحكومة أن تأخذ الأمور بالشدة الواجبة في حماية وتنفيذ قوانين البناء والجراجات بلا تهاون أو تردد.
الاقتراحات كثيرة, لكنني أعتقد أن أمامنا فرصة ذهبية جديدة تعادل فرصة بداية التسعينيات عندما نفذنا أول برنامج جدي للإصلاح الاقتصادي وتوقف قبل نهاية التسعينيات لأسباب كثيرة.
الفرصة القادمة تحقق هدفين في وقت واحد: الأول هو أن نمسك بفرصة الإصلاح الثانية, عسي ألا تتوقف مرة أخري.
أما الهدف الثاني المهم فهي أنه تثبت الحكومة وأجهزتها أنها قوية ولن تسمح بأن يدفعها مواطنوها المستفيدون الأوائل من قوة الحكومة ومكانتها, إلي الانزلاق للفوضي أو الضعف بالتهكم من نوعية امسك حكومة لنقول بأعلي صوت: امسكي يا حكومة كل المخالفين والضعفاء فأنت الأقوي وقوتك من مصلحتنا جميعا, ضمانا لمستقبلنا.