ما بعد 2011

السيد الرئيس السيسى .. لا تحكم المصريين..!

بقلم : أسامة سرايا

أعرف من الشارع المصري .. أن الرئيس القادم لمصر هو السيسي .. المشير قائد الجيش ووزير الدفاع السابق في أحرج فترة في التاريخ المصري المعاصر منذ قامت دولتهم الحديثة علي أيدى عمر مكرم ومحمد علي في بدايات القرن السابع عشر.. ووزير الدفاع.. الذي لم يهب الضغوط الخارجية والداخلية التي تحكمت في الدولة المصرية عقب انتفاضات الشعب وثوراتهم المتلاحقة من يناير 2011 وحتي الان والتي قادتها جماعة دينية متطرفة واعلن ولاءه للدولة والشعب واحترم الوطن والمواطنين.. عندما حاولت جماعة متطرفة ان تحكم وتفرض. وصايتها. علي الدولة والشعب. بحكم تطورات متلاحقة اضعفت الوطن ومؤسساته.. تلك الجماعة التى ظهرت في مصر ايدى شيخ مغمور اسمه حسن البنا ظهرت عقب الحرب العالمية الثانية… وسقوت الخلافة العثمانية… تصور الشيخ وجماعته ان سقوط الخلافة.. يعني سقوط الاسلام.. فأنشئ جماعة متطرفة وعسكرية للدفاع عن الاسلام..

… السيد الرئيس القادم.. المصريون لم ينتخبوا جماعة متطرفة لحكم مصر.. .. فالذي نعرفه ان مصر لم يقم فيها طوال السنوات الماضية.. نظام انتخابي حقيقي.. يسمح للمصريين بانتخابات حرة حقيقية.. فالدولة المصرية لم تنظم نظام انتخابى حر وحقيقى طوال المائتين عام الماضية..!
ومازالت الجريمة الانتخابية او التزوير الانتخابي بكل اشكاله.. في مصر.. لم يقنن حقيقة.!
ونحن مازلنا في حاجة الى اعادة الاعتبار الي هذا النظام الانتخابي واحترامه بالكامل.. ولا نسمح لاحد بالتدخل باستخدام المال او القوة لفرض المرشح الانتخابي.. السيد الرئيس … لقد انتخبك الشعب قبل التصويت… عندما فوضك بمواجهة الارهاب والارهابيين .. وسوف يستكمل اجراءات انتخابك بالتصويت
في الانتخابات القادمة وتلك حقيقة لاينكرها الا كل من لايعرفون مصر.. او يريدون التحكم فيها سواء من الخارج او من الداخل.
… السيد الرئيس القادم لا تحكم المصريون.. ولكن احكم مصر.. عبر القانون. وحسن الادارة .. واترك المصريون .. يحكمون انفسهم بأنفسهم.
..مصر دولة كبيرة.. ولا يمكن ان تحكم بنفس الطريقة التي حكمت بها فى السنوات الماضية. سقطت الدولة المتحكمة.. سقطت الدولة التي تريد ان تسيطر علي مليون كيلو متر مربع هم مساحة مصر… وتركت 90 ملون مصري يعشون علي 40 الف كيلو متر مربع ويتكدسون .عبرها.. في شوارع وطرقات لايمكن الحركة داخلها..!
سقطت الدولة القديمة التي تم بناء نظامها علي أن عدد سكانها 4 مليون ويعشون في 30 مدينة و 4 الاف قرية … مصر الدولة التي نعرفها لايمكن ان تستمر .. الشعب يريد ان يتحكم فيك الشعب يريد ان يضع الجرس في رقبتك.. ثم يذهب الي المقاهي والمزارع لينام هناك. ويقول إنه حمل السيسي الامانة… الشعب يريد ان يعيش كما عاش عبر السنوات الماضية في كنف الدولة الرعاية او الدولة التي تقدم الدعم او الدولة التي تكدس الموظفين في دواوينها.. الشعب يريد ان يحصل علي مرتبات وعوائد بدون عمل حقيقي!
رجال الاعمال.. يريدون ان يتاجرون بالمصريين العاملين بالخارج.. يحصلون علي مدخراتهم عبر شقق في الساحل الشمالي او المدن الجديدة واستثمارات لا تضخ سلع او خدمات حقيقية. ويحققون ارباحا خيالية ويتهربون من الضرائب.
… السيد الرئيس القادم انتبه الي مصيرك ومصير الوطن. الاثنين معلقان في رقبتك. ولكنك يجب ان تعلق جرس الانذار في رقبة الشعب.. والمؤسسات والمحليات والمحافظات الجديدة.. اترك الشعب يعمل وراقبه بالقوانين واتركه يحاسب نفسه ويعرف ان العصر الماضي.. قد سقط. وان الدولة الحديثة
هي الدولة الراعية… وليست الدولة المتحكمة التي تطعم كل فم جائع وكل باحث عن وظيفة. اترك الشعب يبني وراقبه وراقب اخطائه وحاسبه اولا بأول.
الشعب اذا حكم نفسه تعلم وقاوم وابتكر.. اترك المؤسسات والشركات الجادة تحصل علي الارض وتزرعها.. اترك رجال الاعمال الجادين.. الذين يبنون في الصحاري والمناطق غير المأهولة..
اجعل كل من يبني في المدن المكتظة .. يدفع ضرائب باهظة تعوقه عن العمل وتفرض عليه ان يهاجر الي المناطق النائية وغير المأهولة ليبني ويعمر..
لا تتحكم في الشعب .. فيتحكم فيك. اجعل من نفسك حكما علي الشعب لا حاكما له حفظك الله ورعاك وسوف تجد كل المخلصين المؤسسين بمصر المتقدمة والحديثة معك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى