مقالات الأهرام اليومى

مكتبة الإسكندرية‏..‏ المهمة المتجددة

إذا كان إنشاء مكتبة الإسكندرية القديمة واختفاؤها بعد ذلك لغزا فلا نعرف علي وجه اليقين من أحرقها فإن بعث هذا الكيان الحضاري والثقافي من رقاده الطويل الذي استمر قرابة ألفي عام هو الحقيقة الناصعة في تاريخ تلك المكتبة‏.‏

فقد أعادت ذلك الصرح العظيم الي الوجود مبادرة مصرية خالصة‏.‏
لقد احترقت تلك المنارة الثقافية قبل قرون طويلة واختلف المؤرخون حول تلك الشخصية التي وضعت نهاية مفجعة لواحدة من أعظم منارات العلم والثقافة في التاريخ الإنساني‏.‏

احترقت مكتبة الإسكندرية وهي تحتوي علي‏700‏ ألف مجلد‏.‏ لم يكن قد تبقي في الوجدان المصري سوي محاولات مستميتة تنفي أن تكون تلك المنارة قد لقيت مصيرها حرقا علي يد العرب المسلمين في أثناء الفتح الإسلامي لمصر‏,‏ وهي فرية رددها بعض المؤرخين لدمغ الإسلام والمسلمين بمعاداة العلوم والثقافة‏.‏

بدأت رحلة بعث المكتبة من جديد علي يد الرئيس حسني مبارك بإعلان أسوان عام‏1990‏ بإحياء المكتبة القديمة‏.‏

وخلال اثني عشر عاما شهد العالم ولادة جديدة للمكتبة العالمية بالتزامن مع احتلال العراق‏.‏ وتجمع العالم بالإسكندرية وكأنه يعيد الاعتراف بمكانة العلم والثقافة والسلام والحوار‏..‏ وليس الاقتتال والحروب وإعادة الاستعمار‏.‏

واليوم تمر‏5‏ سنوات علي ذلك الصرح الذي بعث من جديد‏.‏ وخلال تلك الفترة الوجيزة استطاعت المكتبة أن تمارس دورها في عالم غابت عنه الحضارة الهيلينية القديمة وطوي الزمان حضارة الرومان واليونان وتغير وجه الثقافة في العالم‏.‏ ولكنها احتفظت بالحكمة من وجودها التاريخي القديم‏,‏ وهي أن تصل بين ثقافات وحضارات الإنسان المعاصر بما يعزز فرص التفاهم والتعايش ويتيح ثقافة السلام لتحل محل ثقافة الحروب التي ذهبت بالجزء الأكبر من جهود البشر ومواردهم وتاريخهم‏.‏

إن مكتبة الإسكندرية التي عادت للحياة هي عنوان عصر نعيشه في مصر‏,‏ ودليل حي وتجسيد لما قدمه الرئيس مبارك لشعبه وأمته وعالمه وبمشاركة فعالة ومتابعة مستمرة من السيدة سوزان مبارك للثقافة في هذه المنطقة من العالم‏.‏

وخلال السنوات الـخمس الماضية انفتحت أنشطة المكتبة علي ثقافات العالم وأصبحت مقصد الكثير من الباحثين من دول العالم المختلفة‏.‏

كما أظهرت المكتبة وأنشطتها تفاعلا نشيطا مع قضايا الوطن‏.‏ ونتذكر وثيقة الحوار للإصلاح السياسي والاقتصادي في منطقتنا ردا علي دعاوي التدخل في شئوننا‏.‏ وقضايا المرأة والطفل‏.‏

وأخيرا أضافت المكتبة لمراكزها معهد دراسات السلام الذي يعد جناحا أكاديميا لحركة سوزان مبارك الدولية النشيطة من أجل السلام‏.‏ والحقيقة التي يجب أن نتذكرها أن نشاط هذه المكتبة أنه يدين بالكثير من الفضل لجهد لم يتوقف ودعم في الداخل والخارج‏,‏ وتشجيع فاق كل التصورات والحدود مارسته ولاتزال تمارسه السيدة الفاضلة سوزان مبارك التي أحاطت الأنشطة الثقافية والفكرية في بلادنا برعايتها وأعادت بعث المكتبات ودور الثقافة والكتب في كل ربوع مصر كرافد مهم لإعادة بناء الوطن والإنسان وتعزيز قدراته علي مواجهة التحديات وتذليل المشكلات التي تعترض التنمية‏.‏

وأن مكتبة الإسكندرية هي تعبير عما يحدث في مصر من بعث جديد وروح مختلفة للعمل والتنمية علي قواعد راسخة لا تهتز‏.‏ والإشارات والنماذج كثيرة‏,‏ ولكننا نتذكر منها الآن عودة الوعي في باب الخلق‏,‏ عندما تم إحياء دار الكتب القديمة التي كان النسيان والإهمال قد طواها زمنا فعادت تمارس دورها ثقافيا لتحفظ تاريخنا وتعيد توثيقه بشكل علمي‏.‏

رمزية احتفال اليوم بمكتبة الإسكندرية تؤكد لدينا أن روح العمل والمبادأة والاستمرارية والمتابعة في عقل الرئيس مبارك لا تتوقف‏..‏ وهذه هي شيمة صناع التاريخ وأبطاله العظام‏.‏

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى