فاعليات

رسالة “أسامة سرايا” من لشبونة : مبارك‏ طالب‏ باستراتيجية جديدة للمشاركة الإفريقية ـ الأوروبية

مبارك‏:‏ استراتيجية جديدة للمشاركة الإفريقية ـ الأوروبية تقوم علي التكافؤ والاحترام المتبادل الرئيس في خطابه أمام قمة لشبونة الديمقراطية في إفريقيا تنبع من أرضها ولا يمكن عزلها عن قضايا التنمية القمة تصدر اليوم ثلاث وثائق عن المشاركة وخطة العمل وإعلان لشبونة عمر كوناري‏:‏ لا نقبل صدقة من أحد ولابد من تمثيل عادل لإفريقيا في مجلس الأمن.

لشبونة ـ من أســامة ســرايا‏:‏

وسط احتفالات أوروبية بالعيد الخمسين لإنشاء الاتحاد الأوروبي واحتفالات إفريقيا ببداية الاستقلال الوطني باستقلال غانا عام‏1957,‏ طرح الرئيس حسني مبارك المحاور الأساسية للمشاركة الأفروأوروبية في القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات‏81‏ بلدا إفريقيا وأوروبيا في العاصمة البرتغالية لشبونة‏,‏ وتستند الرؤية المصرية إلي تحقيق مصالح الجانبين‏,‏ وتقوم علي التكافؤ والاحترام المتبادل‏.‏

وسوف يصدر عن قمة لشبونة اليوم ثلاث وثائق أساسية‏:‏ الأولي عن المشاركة الاستراتيجية الجديدة‏,‏ والثانية عن خطة العمل خلال الأعوام المقبلة‏,‏ والثالثة هي إعلان لشبونة‏.‏

وكانت القمة قد بدأت صباح أمس‏,‏ سلم خلالها الرئيس مبارك رئاسة القمة إلي رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس‏.‏

وقبل أن يغادر الرئيس العاصمة البرتغالية لشبونة عائدا إلي القاهرة‏,‏ التقي عددا من القادة الأفارقة والأوروبيين‏,‏ وذلك في أثناء حفل الاستقبال الذي أقامه رئيس الوزراء البرتغالي تكريما للقادة المشاركين في القمة‏.‏

وفي كلمته أمام القمة‏,‏ أكد الرئيس مبارك أن المسعي الأساسي للقمة هو تدشين المشاركة الاستراتيجية الجديدة بين أوروبا وإفريقيا التي تحقق مصالح الجانبين‏,‏ وتواجه التحديات المشتركة‏,‏ وتقوم علي التكافؤ والاحترام المتبادل‏.‏

وشدد الرئيس علي أن قضايا التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان لا يمكن تناولها بمعزل عن قضايا التنمية ومحاصرة الفقر‏,‏ وأنه لابد من الاهتمام بحقوق الإنسان المدنية والسياسية‏,‏ علي أن يقترن ذلك باهتمام مماثل بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‏,‏ وعلي رأسها الحق في التنمية‏,‏ موضحا أن إفريقيا ماضية في جهود جادة لتطوير ديمقراطية تنبع من فوق أرضها‏.‏

وطالب الرئيس بمشاركة تسهم في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا‏,‏ واحتواء النزاعات المسلحة‏,‏ ومحاصرة الإرهاب‏,‏ وتدعيم جهود الاتحاد الإفريقي ومؤسساته‏,‏ وتساند سعيه إلي إنشاء آلية الإنذار المبكر‏,‏ وتعزز التجارة والاستثمار‏,‏ وذلك لتدعم المساعي الإفريقية لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو والتشغيل‏.‏

وتفتح هذه المشاركة أمام أبناء إفريقيا قنوات شرعية للعمل في أوروبا‏,‏ بعيدا عن الهجرة غير الشرعية وتداعياتها‏.‏

وطالب الرئيس ببلورة آلية مشتركة فاعلة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية المشتركة الجديدة‏.‏

وكانت أعمال القمة قد بدأت أمس في العاصمة البرتغالية لشبونة بمشاركة قادة وزعماء ورؤساء وفود‏81‏ دولة إفريقية وأوروبية‏,‏ وبدأت القمة بكلمة لرئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس‏,‏ قال فيها‏:‏ إن هذه القمة ستكون فرصة فريدة لاعتماد خطة مشتركة جديدة للتعاون‏,‏ وسيتم إقرار خطة عمل ذات أهداف محددة لضمان التنفيذ‏,‏ مشيرا إلي أنه لا يمكن للقمة أن تغفل موقف الهجرة‏,‏ وعلينا أن ننظم التدفقات البشرية‏,‏ ونكافح الهجرة غير الشرعية‏,‏ وأن نسعي إلي تشجيع التنمية في بلدان المهاجرين‏.‏

وأكد جون كوفور رئيس غانا ـ الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي في كلمته ـ أن إفريقيا والاتحاد الأوروبي قطعا شوطا كبيرا علي طريق التعاون منذ قمة القاهرة‏,‏ مشيرا إلي أن الاستراتيجية الجديدة تترجم معالم التعاون بين القارتين‏,‏ وأن إفريقيا لديها الكثير الذي يمكنها من التعاون مع أوروبا‏.‏

بينما أوضح عمر كوناري رئيس المفوضية الإفريقية أن إفريقيا يجب ألا تقلد الآخرين‏,‏ وستعمل وفق تقاليدها ومبادئها‏,‏ وأن إفريقيا لن تقبل بعد اليوم أن تكون سوقا لسلع الآخرين‏,‏ وحان الوقت لدفن ذكريات العهد الاستعماري‏,‏ وعهد الرق‏,‏ وتصدير المواد الخام‏.‏

وطالب بإصلاح حقيقي لمنظومة الأمم المتحدة وتمثيل إفريقيا تمثيلا عادلا‏,‏ خاصة في مجلس الأمن ومؤسسات الصندوق والبنك الدوليين‏,‏ وأكد أن إفريقيا لا تقبل صدقة من أحد‏,‏ وإنما تمتلك قدراتها وإمكاناتها‏,‏ وعليها أن تقوم بمشاركة استراتيجية عادلة‏.‏

وكشفت مصادر في القمة عن وجود خلافات بين الدول الإفريقية والأوروبية تحول دون إبرام عدد من الاتفاقيات‏.‏

وندد عمر كوناري رئيس المفوضية الإفريقية بالضغوط التي تمارسها أوروبا لسرعة التوصل إلي اتفاقيات تجارية‏.‏

ومن المعروف أن الدول الأوروبية تسعي إلي هذه الاتفاقيات‏,‏ لأنها ستفتح أسواق الدول الإفريقية‏,‏ بما لا يتماشي مع معايير منظمة التجارة العالمية‏.‏

وكشفت الإحصائيات عن أن‏40%‏ من سكان جنوب الصحراء لا يزالون يعيشون بدخل يقل عن دولار واحد في اليوم‏.‏

وقد تعرضت ممثلة وفد بريطانيا في القمة لانتقاد من كلير شورت وزيرة الدولة البريطانية السابقة لأنها سوداء‏.‏

وقالت كلير‏:‏ إنه من غير المناسب إرسال هذه الوزيرة للقمة لأنها سوداء‏.‏

وتناقش القمة اليوم السبل الممكنة لمساعدة إفريقيا لمواجهة مشكلات الديون التي تجاوزت‏350‏ مليار دولار‏,‏ ومشكلات التصحر والجفاف والفقر والمجاعة والحروب الأهلية‏,‏ بالإضافة إلي قضايا المرأة والاتجار غير المشروع في البشر‏,‏ وكذلك تحرير التجارة ومساعدات التنمية‏.‏

وقال السفير أمجد عبدالغفار سفير مصر في البرتغال‏:‏ إن هذه الاجتماعات التي يبلغ عددها ستة عشر اجتماعا سيصدر عنها توصيات نقوم برفعها اليوم للقمة حتي تعتمدها وتقرها‏.‏

وكان الرئيس مبارك قد بدأ يوم الإثنين الماضي جولة أوروبية‏,‏ استهلها بزيارة لليونان‏,‏ استغرقت ثلاثة أيام‏,‏ استهدفت توسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات‏,‏ خاصة الاقتصادية‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى