مقالات الأهرام اليومى

انطـلاقة جـديدة

تجلت العلاقة الخاصة بين الرئيس حسني مبارك والشعب المصري أمس في أول لقاء شعبي وجماهيري له‏,‏ بعد رحلته العلاجية وتمام شفائه بحمد الله‏,‏ حيث تدفقت المشاعر الإنسانية لعمال مصر تجاه الرئيس عند ظهوره أمامهم للاحتفال بعيدهم‏,‏ وفي أثناء إلقائه خطابه الذي استغرق ثلاثة أضعاف الوقت المخصص له لكثرة المقاطعات من قيادات العمال بمختلف المحافظات والمؤسسات( نساء ورجال) بالشعر والكلمات المعبرة الصادق, حتي بلغت الحماسة ببعضهم للقسم بأغلظ الأيمان أو بزوجته وأسرته أنهم يحبون الرئيس, حيث قاطعهم رئيس اتحاد العمال قائلا: كل المصريين يحبون الرئيس وبادلهم مبارك نفس التقدير والتحية بيديه وبتعليقاته وسرعة بديهته المعروفة والسريعة, عاكسا الحب المتبادل بينه وبين الشعب وفي طليعته العمال.
وحرارة اللقاء والمقاطعات المستمرة سواء بالتصفيق أو بكلمات الترحيب ـ نثرا وشعرا ـ يجب ألا تنسينا خطاب مبارك في عيد العمال لعام2010, فهو وثيقة جديدة للوطن وعنوان حي لما نحن مقبلون عليه, وقد حدد الرئيس في بداية الخطاب ـ بعبارة لا لبس فيها ـ أننا نتأهب لانطلاقة جديدة, وفي نهايته قال: إن احتفالنا اليوم يأتي في توقيت مهم ما بين مرحلة تجاوزناها ومرحلة مقبلون عليها.
وقد فصل الرئيس ـ بلغته الدقيقة والمعبرة, وبصراحته المعهود ـ خططه المستقبلية لتحقيق انطلاقة جديدة لاقتصادنا, في الاستثمار والصادرات والنمو والتنمية وإتاحة فرص العمل مصحوبة بهدف هو أن تصل ثمار هذا الاقتصاد وعوائده إلي المواطن المصري, مع عدالة توزيع المناطق الصناعية والتجارية وفرص العمل بين محافظات الجمهورية وأبناء الوطن.
لقد وضع الرئيس بالأرقام برنامجنا للإصلاح الاقتصادي, وفي القلب منه الصناعي باستكمال برنامجه الانتخابي, حيث نشهد تشغيل200 مصنع جديد وإقامة12 منطقة صناعية و7 مناطق تجارية والاستثمارات الجديدة الموجهة لقطاعات الإنتاج والخدمات والبنية الأساسية, وحدد بالأرقام معدلات النمو وقدرة مصر علي جذب الاستثمارات الجديدة, حيث بلغت مكانتنا الاقتصادية تطورا ومكانة متقدمة تشهد بها المؤسسات العالمية.. كل ذلك من أجل توفير فرص العمل بتشغيل حقيقي ومن خلال إنتاج ملموس لأسواقنا وأيضا للتصدير.
وهي سياسة حكيمة وفعالة لتغيير هيكل الأجور عن طريق تحقيق زيادة ملموسة في الإنتاج حتي نحافظ علي قدرتنا ورفع مستوي العاملين ومعيشتهم والارتقاء بمستواهم المهني بالتدريب وإعادة التأهيل, ولم ينس قائدنا أهمية تأمين العمال مشيرا إلي تطوير قانون المعاشات والتأمينات.
إن تعهدات مبارك بتطوير الاقتصاد وبناء الدولة الحديثة هي التي تضمن تحقيق رغبات العمال بالحصول علي الأجور المجزية, ليس من خلال هبات أو إعانات.. ولكن أجور مجزية تشهد ارتفاعا حقيقيا ـ عاما بعد الآخر ـ لأنهم يستندون لاقتصاد حقيقي ينمو ويتطور ويفتح الأسواق, وحكومة قوية قادرة علي تأمين العمل وزيادة عدد العمال, والتأمين ضد البطالة لحين العودة إلي سوق العمل.
فالاقتصاد الديناميكي هو القادر علي الوقوف مع الفقراء, حتي يخرجوا من دائرة الفقر.. وكرر الرئيس تعهده بالوقوف إلي جانب الفقراء والبسطاء, ومساعدتهم علي الارتقاء بأوضاعهم..
أما دعائم الإصلاح وأعمدته الثابتة فهي:
* خدمات الصحة والتأمين الصحي التي تغطي ملايين المصريين.
* تطوير التعليم بجميع مراحله ونظام القبول بالجامعات وبرامج مبتكرة للتعليم الفني.
* الإستمرار في جهودنا لتصحيح أسلوب الدعم مع استمراريته, والتلازم بين النمو الاقتصادي والعدل الاجتماعي.. فهذا هو قلب حركتنا نحو المستقبل.
…………………………………………………………….
ولم يغفل خطاب الرئيس الموقف الراهن والتفاعل السياسي النشيط والحراك في الشارع المصري, مؤكدا أن عامي الانتخابات سيشهدان انتخابات شفافة حرة ونزيهة, وستكون كلمة الشعب في صناديق الاختيار هي الحكم.. ووضع تساؤلات المستقبل لمن يرفعون الشعارات السياسية ويكتفون بالمزايدة.. وطالب السياسيين بأن يجيبوا ويقنعوا الشعب بمايلي:
* رؤي واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا.
* الإجابة علي تساؤلات البسطاء من الناس.
* ما هي سياساتهم لجذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل ؟.
* وما هي برامجهم لرفع مستوي المعيشة لمحدودي الدخل!!
* كيف يرون التفاعل مع مخاطر الإرهاب علي بلدنا وشعبنا؟.
* ما هي مواقفهم من قضايا سياساتنا الخارجية في منطقتنا والعالم؟.
……………………………………………………………
وأعطي الرئيس لشعبه وعدا جديدا باستكمال الإصلاحات السياسية التي ترسخ الديمقراطية, وتدعم دور البرلمان والأحزاب وتعزز استقلال القضاء وتحفظ البلاد, بحيث تنأي بالدين عن السياسة.. وأرسل لكل المصريين رسالة تطمينات محددة بأنه يجد نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضي أقوي عزما وأشد تصميما علي ألا ترتد حركة مجتمعنا للوراء, وأنه لا بديل لنا عن المضي إلي الأمام, واثقين من أنفسنا, موقنين برؤيتنا وسياساتنا.
لقد كانت إطلالة الرئيس مبارك الأولي علي شعبه بعد رحلة علاجية, وفي بداية عامي الانتخابات والحيوية السياسية,. برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جديدا مملوءا بالرؤي الحقيقية المستندة إلي واقع يموج بالمتغيرات, وباقتصاد يتجدد وينمو ويتجاوز الأزمات التي تحدد مواقع أقدامنا الراهنة ومساراتنا المستقبلية التي تحقق المعادلة الصعبة ضمانا للاستمرارية والاستقرار ومواصلة الإصلاح بأشكاله المتعددة.. رؤي تعي ظروف وخصوصيات مجتمعنا.. وتعي الفرق بين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب.. وتعي أيضا الفارق الشاسع بين التغيير والفوضي.
إن رؤية مبارك لواقعنا الراهن ومستقبلنا المقبل تعطينا الثقة بأننا قادرون علي بناء هذا المستقبل, وبأننا نمضي معه علي مسار صحيح نحو انطلاقة جديدة وغد جديد.
Osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى