مقالات الأهرام اليومى

مبارك في قمة نيس يتحدث بلسان كل إفريقي

تعكس مشاركة الرئيس مبارك الفاعلة والمؤثرة في قمة إفريقيا‏-‏ فرنسا في مدينة نيس الفرنسية‏,‏ قوة مصر ومكانة رئيسها‏,‏ سواء علي الصعيد العالمي أو في محيطها الإفريقي‏.‏ فالرئيس مبارك ينظر إلي التعاون الإقليمي والعالمي بنظرة شاملة‏.. ومصر تعزز وجود إفريقيا علي المسرح العالمي, وتعزز علاقاتها بالدول المؤثرة في عالم اليوم وفي مقدمتها التعاون الفرنسي مع الدول الإفريقية والتعاون الأوروبي مع إفريقيا, مثلما عززت في قمة شرم الشيخ التعاون الإفريقي- الصيني, ومصر لا تتردد في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي.
مصر القوية لا تنظر بحساسيات للتعاون العالمي مع قارتنا العزيزة, بل تري فيه وجودا قويا للشعوب الإفريقية علي المسرح والسياسة الدولية.. فلا مكان اليوم للدول المتقوقعة, أو التي لا تفتح أبوابها للتعاون الاقتصادي والتجارب الاستثمارية.. لقد كانت إفريقيــــــا ـ ومازالت ـ مظلومة في نصيبها العادل من التطور والنمو الذي يتناسب مع مكانتها. وقد ظلمت في عهود قديمة عندما كانت حقل تجارب للمستكشفين والتجار والبعثات التبشيرية التي حولت شعوبها ومواردها لخدمة المغامرين فظلت لسنوات طريقا واسعا مفتوحا للمستعمرين الذين قسموا القارة وسيطروا عليها. وعندما بدأوا خطوات التعاون أصبح سقوط دول أوروبا الشرقية وانهيار الاتحاد السوفيتي علي أولوية الاهتمامات العالمية, ثم ظهرت الأزمات الدولية الطاحنة التي أخذت أوروبا وأمريكا بعيدا عن مصالحنا ورؤانا.
واليوم ينظر مبارك للعالم وإفريقيا وإلي التعاون الدولي نظرة حكيمة تعلي المصالح المشتركة والتعاون الذي يفتح المجال للجميع.
فعندما يتحدث الرئيس من نيس إلي الفرنسيين والأوروبيين والأفارقة لايقف عند حدود قضايانا الثنائية في إفريقيا, خاصة مع جيراننا وأشقائنا في وسط إفريقيا وحوض النيل رغم أهمية ذلك للسياسة المصرية.. فهذه قضايا إفريقية خاصة تتم بالتعاون الثنائي, لاسيما أن مصر تري مكانتها في إفريقيا ولدي الأفارقة قوية وقادرة علي حل المشاكل العالقة. ولكن أهمية ومكانة إفريقيا في عالم اليوم ودورها في التنمية والاستثمار وضرورة أن يحصل المواطن الإفريقي علي حقوقه العادلة هي أهم عناصر كلمة الرئيس مبارك اليوم في قمة نيس حيث يتحدث بصوت كل إفريقي في الشمال والوسط والجنوب.. إفريقيا موحدة في مواجهة عالمها الذي مازال ينظر إليها كفرصة يجب استغلالها وليس كمكان للتعاون المشترك..والأوروبيون اليوم يحاولون تصحيح المعادلة والبحث عن التوازن.
مصر التي تنظر بالمساواة الكاملة للأفارقة رفضت أن تستضيف القمة الحالية للتحفظات التي فرضت علي حضور الرئيس السوداني عمر البشير حرصا علي علاقاتنا القوية مع أشقائنا في السودان, وعلي المساواة وعدم التدخل في الشئون الإفريقية الخاصة. وسوف تستضيف مصر القمة القادمة, السادسة والعشرين, للشعوب الإفريقية مع فرنسا وأوروبا بعد3 سنوات من الآن, وستكون خطوة قادرة علي إحداث نقلة نوعية ومتطورة للتعاون الإفريقي- الأوروبي. فعلاقات مصر مع إفريقيا تتطور حتي تصل إلي مرحلة النضج الكامل والتفاعل الاستراتيجي للتخلص من المنازعات ووضع إفريقيا وشعوبها في المكانة التي تستحقها في عالمها.
تحية لمصر ورئيسها علي هذا النضج والفاعلية والدبلوماسية الرئاسية التي تتمتع بصواب الرؤية وتكاملها, وتطلعها لمستقبل مشرف لكل الشعوب الإفريقية وللتعاون العالمي.
Osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى