من دار القضاء.. رســــالة الحـكمة

* المكان: دار القضاء العالي في قاعة عبدالعزيز باشا فهمي.
* الزمان: الأحد20 ديسمبر2009 الثالث من المحرم1431.
* الحدث: الرئيس حسني مبارك مع القضاة يحتفل معهم بمرور ربع قرن علي عودة مجلس القضاء الأعلي.
هذا يوم للتاريخ يجسد حاضر مصر المستقر, ويؤكد للمصريين معني الاستمرارية والتغيير في فكر الرئيس مبارك لبناء السلطات المصرية ومتابعة دورها ومكانتها وتقويتها, ومعني المؤسسات والاحتفاظ بدورها وعلو شأنها.
ووجود الرئيس علي المنصة الخالدة للعدل, الذي هو أساس الملك, وخطابه التاريخي للمصريين عامة عبر القضاء, أبرز المعني الحقيقي للقائد السياسي وباني مصر المعاصرة, حين تكتمل صورتها التي في خاطره وخاطرنا علي أرض الواقع.
الرئيس مستمر في بناء وتقوية السلطات المصرية.. عمل مستمر ودائم مع السلطة التنفيذية, وحضور كامل للسلطة التشريعية والرقابية.. واليوم تأكيد علي سلطة القضاء مع الفصل بين السلطات وتقوية الجميع, فكل هذا هو ما نطلق عليه البنية الأساسية للنظام السياسي القوي والمستقر, والذي علي أكتافه يحدث التغيير والتطور في مصر بلا فوضي ولا ردة.
عاد المجلس الأعلي بحصانات أقوي للقضاة.. ولعلنا نحصل علي العبرة من معني الاحتفال بمرور25 عاما.. أي تراكم الإصلاحات وتقوية السلطة وعلو شأنها, فلقد امتدت الحصانات لتغطي سلطة الادعاء( النيابة العامة ولأول مرة منذ إنشائها في عام1883), والنيابة العامة مكملة للمنصة العليا للتقاضي, وينبغي عدم التأثير عليها أو المساس بحيدتها.. إنه فكر راق يسبق الديمقراطيات المعاصرة, ويضفي كامل الاستقلالية لسلطة القضاء, ويضمن أن نرتقي في الشأن السياسي والديمقراطي بلا مخاوف من انتشار الفوضي أو غياب العدل بين الناس في مصر العزيزة.
القائد السياسي, مبارك يعلي دائما مكانة السلطات والمؤسسات, وبالرغم من أنه هو الذي يقود البناء ويقويه, فإنه يؤكد دائما أن استقلال القضاء ليس منحة من أحد أيا كان.. وهذه هي شيمة القائد العظيم الذي يعطي الحق للشعب والوطن, ويعرف مكانة دوره الحقيقي في علو البناء ومكانة المؤسسات.
الحرص علي مستقبل السلطة والمؤسسة واضح وجلي, الحفاظ علي استقلالية السلطة القضائية لا يكون بمواجهة غيرها من السلطات فحسب, وإنما بالدفاع عنها في مواجهة أي تهديد لحياد القضاء ونزاهته, بمعني العدل الحقيقي المنزه عن الغرض أو التدخل.
سيعرف كل مراقب سياسي ومتابع لما يحدث في مصر معاني ومفاهيم كلمات مبارك للقضاة عبر تطور مصر السياسية.. وستتم المقارنة بين ما يفعله ويرسيه في بناء المؤسسات والسلطات للوطن.. وما يقوم به الآخرون من دغدغة حواس العامة أو الاستفادة من الحرية الواسعة التي أرساها بمصر في الاندفاع نحو الفوضي الخلاقة.
نعم.. يا مبارك. إن قضاة مصر يحملون رسالة العدل السامية, فلهم منا كل التهنئة في عيدهم الذي اختاروه. وأنت تحمل رسالة الحكمة والقدرة علي البناء بلا كلل في كل المجالات في مصرنا العزيزة.. ونري صروحك تتجلي.. وأعمالك وأفكارك تنير لنا الطريق.. وتحمينا من التعثر, بل وتفك العثرات وتفتح الآفاق.
Osaraya@ahram.org.eg