وداع عام شهدنا فيه الخير!

بقلم : أسامة سرايا
ودعنا عاما صعبا.. كان عاما للتحولات المصيرية.. ولكن لم يكن عاما سيئا.. فسيذكر لنا التاريخ فيه أننا نحن المصريين.. انقذنا بلدنا وأنفسنا من أسوأ مصير.. كان من الممكن أن يسود مصر! عام 2013 عام إنقاذ مصر.. من أن تتحول إلى دولة دينية متعصبة. تحكمها ميليشيات أو جماعة دينية.. لا نعرف حدود انتماءاتها وصراعاتها الخارجية فهى جماعة تحالفت فى البداية مع إيران وحماس لإثارة الذعر وإرهاب المصريين.. ثم نقلت تحالفاتها إلى تركيا وبتمويل قطرى للسيطرة على مصر.
وكل ذلك من أجل خدمة المصالح المباشرة لأمريكا وإسرائيل ولعبوا بعقول الشباب بالانتماءات الدينية.. وبنعرات الشعب دفعوا بالوطن إلى حرب دينية مقيتة.
اضطهدوا المصريين جميعا.. أعلوا من شأن جماعتهم الدينية.. قسموا المسلمين بين إخوان وغيرهم..عاملوا المسيحيين ليس كمواطنين بل رعايا من الدرجة الثانية.. جعلوا المرأة متاعاً أو إنساناً ثانوياً لخدمة أغراضهم.. وضعوا مصر على حافة الهاوية للصراع الدينى المقيت.. شرعوا أبواب مصر أمام الجماعات المتطرفة التى جاءت من كل فج عميق.. وطنوا الجماعات المتطرفة فى سيناء تحت حماية حماس.. لإنشاء منطقة عسكرية أو ميليشيات مدربة لتهدد الجيش المصري.. جعلوا جيشنا البطل تحت تهديد ميليشيات دينية مسلحة لأول مرة فى تاريخنا.. هناك ميليشيات وجماعات للعنف مسلحة تنافس الجيش وتهديده بالتفجير والتسليح المنظم.. مصر الدولة الأقدم فى التاريخ.. والمركزين الدولى عبر تاريخها.. أصبحت مهددة لأول مرة فى تاريخها الممتد أن تتشرذم وتتمزق جزءا فى أفريقيا والأخرى فى آسيا تحت ميليشيات وجماعات مسلحة جاءت من تورا بورا وباكستان وأفريقيا من مراكز توطن القاعدة.. وتمركز المتطرفين فى كل مكان سواء فى العالم أو العالم الإسلامي.
>>> مهزلة فى أرض مصر حدثت فى أعوام 2011 و 2012 والنصف الأول من عام 2013 مصر التى مهدت للحضارة الانسانية.. مصر التى احتضنت كل الحضارات والأديان.. تصبح دولة متعصبة يحكمها تنظيم، تحميه ميليشيا عسكرية تهددنا ولعب الخيال فى ذهنها لأول مرة.. إنه من الممكن تحويل الجيش.. من جيش دولة وجيش مصر إلى جيش يخدم مصالح ضيقة.. يحمى ميليشيا دينية.. يحمى ميليشيا دينية.. يحمى جماعته.. ويتخلى عن وطنه وشعبه لحسابها.
جماعة الإخوان المسلمين تصدرت فى لحظة غباء تاريخى أنها من الممكن أن تنهار مصر وجيشها.. مثلما أخافت المصريين عقب سقوط الشرطة وانهيار جزئى للدولة.
>>> جماعة تصدرت أن تسيطر على وطن بحجم مصر.. وتبيعه لإيران أو تركيا لصالح سيطرة فكرة غريبة أنهما يمهدان لخلافة إسلامية سقطت وانتهت وأصبحت فى علم الغيب ولن تعود!! مصر دولة الاعتدال.. وبلد الوسطية الإسلامية.. والمحبة.. مصر بلد المسلمين والمسيحيين.. أصبحت بلد جماعة متطرفة
يحكمها التعصب المقيت ويسودها التطرف والمتطرفون.. ولا مستقبل لها على أيديهم.. المسيحيون يهاجرون خائفين!! والمسلمون مذهولون.. من المصير الذى ينتظرهم. وأولادهم وأسرهم يتطلعون إلى الهجرة ويكتنفهم المخاوف والخطر.
الجماعة المتطرفة وحلفاؤهم.. ساد بينهم الغرور والعجرفة.. وتصوروا أنهم أصبحوا مأجورين ليس بحكم مصر وحدها.. بل بحكم العالم الإسلامى كله.
العرب.. أصبحوا خائفين من المصريين كلهم. وأنهم كلهم أصبحوا جماعة متطرفة وأصبحت صورة المصرى أنه الإرهابى الذى يتسلط على الآخرين.
.. أوضاع مذهلة.. حدثت فى بر مصر .. لم يثر المصريين فى النصف الثانى من العام لانهيار أوضاعهم الاقتصادية فقط.. بل خوفاً وفزعاً من دولة تحكمها أفكار وقيم القرون الوسطى.. ويتحكموا فى مفاصلها وحياتها.. مجموعات من المتطرفين.. وجماعات لا تسمع ولا تقرأ ولا تعي.. بل يحكمها التطرف والمخاوف..
.. كان النصف الثانى فى العام خيراً وبركة على المصريين.. تحدوا فيه الأمريكان وكشفوا عملائهم!! تحدوا فيه إيران وتركيا وأسقطوا القناع…قناع إمارة عكا
القطرية عام 2013 .كان العام الذى كشف فيه المصريون الجماعات التى اتشحت بثوب الدين وهم يتاجرون فيه!.
وكشفوا أنهم لبسوا ثوب الديمقراطية وزيفوا الإرادة المصرية وجعلوا الديمقراطية مسخة وشوهوا وجهها الجميل من المصريين.. وفى الأيام الأخيرة من العام.. استجابت حكومتنا بشجاعة إلى القرار الصائب.. صحيح جاء متأخراً أنها جماعة إرهابية.. استجابة لرأى جموع الشعب.. فالجماعات المتطرفة الإرهابية المدعاة بالاسلامية.. تعرى وجهها القبيح وانكشف فى بر مصر كلها ولشعبها بل لكل العرب بل لكل المسلمين ولشعوب العالم.
عام 2013 كتب فيه المصريون دستوراً جديداً.. صححوا فيه دستور الإخوان.. دستور القرون الوسطى. دستور المتطرفيين.. دستور المدعويين بالإسلامية.
فى عام 2013 ظهر قائد سياسى محنك رشحه المصريون لحكم مصر ويستعدون لانتخابه رئيسا لبلدهم هو القائد الشعبى عبدالفتاح السيسى..
عام 2014 ولد فى رحم النصف الثانى من 2013 وينتظر فيه المصريون خيراً كثيراً. سوف ينتخبون رئيسا وبرلمانيا فى ظل دستور جديد.
سيعود الحب والتسامح والمحبة والعمل والجدية والوطنية بين المصريين بروح جديدة وثّابة خيرة.
وسوف يتوالى سقوط كل المدعين وتولد مصر من جديد رغم أنف كل الحاقدين والمتآمرين وأذنابهم فى الداخل والخارج.. ولتعش مصر حرة مستقلة.