2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

صلاح فضل والميراث الخالد..!

الأربعاء 20 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49681
الراحل الدكتور صلاح فضل ترك ميراثا علميا خالدا، وهو فعلا من حراس اللغة العربية الذين حافظوا عليها، وأبدعوا فى فنونها- كما نعته نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، بدقة بالغة.

أعتقد أن أول من يشعر بفقدان الراحل الكبير هو اللغة العربية نفسها، لأن لغتنا الخالدة مازالت فى حاجة ملحة له لكى تجدد نفسها معه، ونجعلها، كما حلم هو، تساير عصرها الراهن، فهو الملم إلماما كاملا باحتياجاتها، ومعرفته واسعة بالثقافة العالمية المعاصرة، فيستطيع أن يساعدنا لكى نجعل لغتنا الجميلة جاذبة للشباب الآن، مثلما استطاع بأساليبه النقدية أن يجعل الشعر، والآداب، والفنون العربية- سهلة علينا، ومتجددة للمعاصرين بنقده الحديثى الرائع، وتقديمه للنجوم الجدد لكى يتذوق إبداعاتهم.

كان مجمع اللغة العربية هو الآخر فى حاجة ملحة لهذه النوعية النادرة من القيادة لكى يتجدد، ويتطور معها، لكن الدكتور صلاح فضل لم تسعفه السنوات لكى يكمل رؤيته التطويرية، وأعتقد أنه رحل وهو حزين لسببين، الأول الآلام الشخصية التى مُنى بها برحيل ابنه وابنته، رحمهما الله، وتلك من المآسى التى لا يستطيع الأب تجاوزها فى حياته على الإطلاق، وثانيا أنه لم يكمل أحلامه لهذا المجمع الخالد، ولكى يعوضه بإنتاجه الأدبى، ونقده الحديث الذى قدمه، فقد مثلت تجربة الناقد، والمفكر الراحل حالة خاصة فى الثقافة المصرية، فهو أحد المجددين فى النقد العربى، كما أن مؤلفاته، نخص منها وثائق الأزهر، ما ظهر منها وما بطن، والثقافة الإسلامية فى الكوميديا الإلهية لـ«دانتى» – هى من الإبداعات العربية بمقاييس عالمية، وعلى المستوى الشخصى، فإننى مدين للدكتور صلاح فضل بالشكر والاحترام عندما وجدت نقده فى كل الصحف العربية ولم أجده فى «الأهرام » فاتصلت به ولم يخذلنِى، وانضم إلى كُتاب «الأهرام»، كما تعودت أن أدعوه إلى برامج التدريب للنقد الفنى، وتحديث اللغة العربية للإعلاميين بـ «معهد الأهرام الإقليمى» منذ سنوات التسعينيات ولم يتخلف إطلاقا.

شكرا الدكتور صلاح فضل.. لقد رحلت عنا ولك فى أعناقنا أفضال كثيرة.. جزاك الله عنا كل خير أيها الحارس الأمين للغة القرآن الكريم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى