دول النيل على البحر..!

الخميس 21 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49682
تذهب مصر إلى القمة الأمريكية – الإفريقية فى واشنطن وهى تقف على أرض ثابتة، وقوية، فقد انتهت لتوها من تنظيم مؤتمر كوب- 27 ، واستطاعت بمهارة، وقوة دبلوماسيتها إنجاحه، وجعله أفضل دورات مؤتمرات المناخ تأثيرا، كما حشدت العالم، بقواه الكبرى، والمتوسطة، والصغيرة لقضية المناخ، وحماية الكوكب الذى نعيش عليه من ارتفاع درجة الحرارة، والانبعاثات الكربونية، وحولت الاتفاقيات السابقة على مدى ٣٠ عاما إلى أطر للتنفيذ الفعلى، ولم تعد قراراتها أو توصياتها حبرا على ورق، ولم تعد مؤتمرات الأمم المتحدة متعددة الأطراف تظاهرات سياسية بقدر ما أصبحت ورش عمل مكثفة للتنفيذ، أضف إلى ذلك أنها استطاعت الحسم، باسم قارة إفريقيا، والدول المتضررة من تدهور المناخ، ونقص التمويل- بإنشاء صندوق للمتضررين الذين معظمهم فى قارتى إفريقيا، وآسيا. ولعلى هنا أشير إلى آخر المشروعات المهمة التى حملتها مصر إلى قارتها الإفريقية، خاصة دول نهر النيل، وهو إنشاء طريق ملاحى نهرى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وهذا الممر الخطير يخدم كل دول حوض النيل، خاصة البلدان الحبيسة، ويضعها مباشرة على البحر المتوسط، فكل المنتجات الزراعية لدول نهر النيل من الخضراوات، والفواكه، والحبوب.. وغيرها التى لا تجد طريقها للأسواق العالمية – سيستطيع الفلاح الإفريقى ابن نهر النيل أن يضعها على صندل نهرى ينقلها إلى الموانئ المصرية على البحر المتوسط.. خضراوات وفواكه طازجة تنتجها دول نهر النيل وتفسد فى الأراضى لعدم وجود الأسواق، والطرق الحديثة للنقل- ستجد أسهل وسيلة نقل، وأرخصها فى العالم، وهى النقل النهرى الذى كان وسيلة النقل الوحيدة قبل أن تتعقد الأمور بالسدود، والإجراءات التى تمنع انسياب التجارة بين دول الحوض الواحد. هذا المشروع يسعى إلى تمكين الملاحة على طول النهر، من فيكتوريا إلى الموانئ المصرية فى المتوسط، وعلى قناة السويس وصولا إلى أوروبا، وينقل كل الصراعات على المياه إلى تنظيم ثروة الحوض الغنية لتنعم بها كل دوله، ويهزم بالقطع الروح السائدة للتنافس، وقطع المياه إلى مناخ أفضل للتعاون، وتحقيق مصالح جميع دول حوض النيل.