قمة الأردن.. أبعاد ودلالات مصرية!

الخميس 28 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49689
سيتردد دائما النداء الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح قمة عمّان لدعم العراق، فالمصريون دائما مع العراق الذى عانى طويلا، فهو أحد مراكز الحضارة العالمية، والعربية، والإسلامية، كما أن مصر قيادة، وشعبا لا تألو جهدا عن دعم كل عربى وشقيق.
بانعقاد قمة عمّان قبل نهاية العام الحالى ( ٢٠٢٢) تكون قد نجحت مبادرة مصر والعراق والأردن، ومعها فرنسا، فى المسار الذى أطلقته فى أغسطس ٢٠٢١ ببغداد، فقد أصبحت قمة دورية، وها هى القمة الثانية تُعقد فى عمّان، والثالثة تعقد فى القاهرة العام المقبل، كما أصبحت قادرة على حشد دول الإقليم (الخصوم قبل الأصدقاء) للتشاور والتعاون بشكل منظم ودبلوماسى يخلق مرجعية للحوار، وأسلوبا للعمل السياسى والدبلوماسى بكل أشكاله العاقلة لإنهاء الصراعات، وحماية الشعوب.
قمة مميزة ذات طبيعة خاصة هدفها الآن العراق، وتتجه صوب مساعدة كل دول الشرق الأوسط للخروج من المأزق، والصعوبات التى وضُعت فيها منذ اندلاع الحروب الأهلية، والاضطرابات فيما بعد ٢٠١١.
أهمية قمة عمّان أنها جمعت اللاعبين الرئيسيين فى الشرق الأوسط، حتى الذين بينهم خصومات وصراعات، فلا يمكن، كما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته البليغة المحددة، التعامل مع الخلافات بالصراعات، وبلا حل إلى الأبد، فالعالم يتسع للجميع.. وما لا يدرك كله لا يترك كله، فهذا المسار حتى إن لم تتوافر فيه كل ظروف التوافق الأوّلِى، ولم ينضج بعد، عبر توفير كل الشروط التى تدفع كل دول الإقليم إلى انتهاجه، إلا أنه وضع خطوطا، ومسارات، ودلالات للمستقبل بأن هناك عقلاء، وحكماء لا يخلطون الأمور ببعضها، وأنهم حريصون على تسويتها وليس تركها تتداعى، وتؤثر على مستقبل الدول والشعوب، ومن الممكن أن يفتح هذا المسار منتدى يصل بمنطقتنا إلى التعاون مثل الأوروبيين.. وغيرهم.
مصر قد أثبتت بدبلوماسيتها أنها قادرة على إدارة أصعب الحوارات فى المنتديات الشبيهة، والمؤتمرات المتعددة الأطراف (المناخ نموذجا)، ولهذا فإن رئيسنا ودبلوماسيتنا يستحقون منا أن نشيد بقدرتهم على الصبر، والتحمل فى إدارة الخلافات، تمهيدا لتصفيتها، وصنع واقع لمصلحة الشعوب، وسعادتها.