الفلاح يحل اللغز!

السبت 30 من جمادي الأولى 1444 هــ
العدد 49691
قدم الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة اقتراحا ضروريا لإقامة مشروع قومى للأعلاف، نشره الأربعاء الماضى، بعموده اليومى «صندوق الأفكار»، فى الصفحة الثانية بـ«الأهرام»، هذا «الاقتراح – المشروع» يوفر لصناعة الدواجن، والثروة الحيوانية احتياجاتها من الأعلاف بديلا عن الاستيراد، وهو اقتراح مهم، وحيوى، وضرورى للغاية، لأننا فى حاجة ملحة للاستغناء عن الاستيراد تدريجيا، ليعود الجنيه المصرى قويا فى بلده، وسط العملات الأجنبية الأخرى، وإن كان «سلامة» قد قدم الاقتراح إلى الحكومة، فأنا أعيده إلى المصرفى البارز علاء فاروق، المسئول عن البنك الزراعى، ليعيد مناقشته مع البنك المركزى لتوفير تمويل مناسب بلا فوائد كبيرة للأعلاف المصرية، لأننى من المؤمنين بأن القطاع الخاص يستطيع حل مشكلة الإنتاج الحيوانى، والزراعى ككل، إذا مدت له البنوك المصرية، والجهات البحثية يد المساعدة، وقتها سيكون الفلاح المصرى، والمزارعون أسرع من الحكومة فى تنفيذ الاقتراح.
ولعلى راقبت التطورات التى طرأت على قدرة الجهاز المصرفى المصرى، من خلال البنك الزراعى، خلال العامين الماضيين، حيث حدث فى هذا المجال، تحديدا، تأثير جوهرى، وتغيير فعال، بل مذهل، بمبادرات خلّاقة وفرت التمويل للفلاح، وصغار المزارعين، والمربين، من خلال تنوع برامجه التمويلية، ومنتجاته المصرفية، بتشجيع المزارعين على زراعة محاصيل «القمح، والأرز، وقصب السكر»، واقتناء المربين السلالات المحسنة لزيادة إنتاج مصر من اللحوم، والألبان، وإحياء مشروع «البتلو» الذى بلغ حجم تمويله ٥ مليارات جنيه، ورفع العبء عن الفلاحين بتسوية الديون، وتشجيعهم على إنتاج الأعلاف، وهو ما سيؤدى إلى ثورة فى الإنتاج، واستمرار مبادرات علاء فاروق الخلّاقة فى هذا الاتجاه بالجمع بين تطوير البنك مصرفيا، ونشر منتجاته بالقرى، والمناطق الصحراوية الزراعية. إذا وفرنا التمويل اللازم للمنتجين، والمزارعين المصريين، بمشاركة البنك الزراعى، ووزارة الزراعة مع الفلاح مباشرة – نستطيع إنهاء أزمة الأعلاف، وتمصير صناعة الدواجن والأعلاف ككل، بل الأسمدة، وكل احتياجات الزراعة.
مصر دولة عريقة فى القطاعين الزراعى، والحيوانى، ومن الممكن أن تعود للصدارة فيهما بقليل من العمل، والاعتماد على الذات، والثقة فى الفلاح المصرى الذى يستطيع حل لغز الأعلاف والاستيراد.