2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

.. ولسه الصحافة ممكنة!

الخميس 22 من محرم 1447 هــ
العدد 50627
فى محاولة للقبض على اللحظة الشعورية؛ خطفنى الزميل توماس جورجيسيان، المراسل الصحفى للأهرام لسنوات طويلة، بمقال فى «المصرى اليوم» بعنوان «نبتدى منين الحكاية.. ولسه الصحافة ممكنة»، فقد كنا ننتظر من يؤكد لنا دور الصحفيين والصحافة فى لحظة حرجة تمر بها بلادنا، لأنهم صناع المحتوى.

لقد تذكرت الصحفى، وكاتب العمود النابه، أطال الله عمره، الأستاذ محمد العزبى، الذى كان يخطفنى يوميا بعموده فى «الجمهورية» لسنوات طويلة، حيث تجمعت أعمدته ذات اللغة والمضمون الجذاب فى كتاب قيِّم حمل عنوان «هل يدخل الصحفيون الجنة؟»، ويحكى لنا عن دور الصحافة والصحف التى كانت (طوال القرن العشرين) لا يستطيع الإنسان أن يخرج من منزله من دون أن يقرأ صحيفة أو اثنتين ليعرف ماذا يجرى فى بلدنا؟

وسط هذه العناوين الجذابة تساءلت مع نفسى: هل مازال الصحفيون يحملون لنا الجديد كل يوم؟، وقد استوقفنى الكاتب الصحفى كرم جبر فى عموده فى الصفحة الأخيرة بجريدة «الأخبار» بعنوان «النار لا تختار»، حيث حكى لنا تجارب مصر فى الحرائق من حريق مجلس الشورى أغسطس 2008 إلى حريق الأوبرا الخديوية فى ميدان الأوبرا، والتى تحولت إلى جراج للسيارات بديلا عن الأوبرا التى كانت تحمل لنا الثقافة والعنوان، وظل ميدان الأوبرا اسما على غير مضمون أو معنى، بل سوقا للسيارات والزحام، حتى وجدت ملاذى فى الصفحة الأخيرة فى «المصرى اليوم» عبدالله عبدالسلام يحلق فى الداخل والخارج بعنوان مذهل عن «ثقافة لجان التحقيق المستقلة»، وأنها كانت وراء كشف أبعاد حرائق ضخمة هزت بريطانيا، مذكرًا بحريق برج جرينفيل الذى استغرق التحقيق فيه 7 سنوات حتى يخرج التقرير بأن المتهم الإهمال، وغياب الصيانة، وأن الأرواح والممتلكات التى أهُدرت كان يجب تجنبها، وخرج كير ستارمر، رئيس الوزراء، ليعتذر للشعب باسم الحكومة، ويعتذر للضحايا لأن «البلاد فشلت فى واجبها الأساسى وهو حمايتكم أنتم وأحبائكم.. أنا آسف جدا».

وأخيرا، مازالت الصحافة ممكنة، حيث قدم زملائى للحكومة شرحا لأبعاد الحرائق، ولم يتوقعوا، بل طالبونا بلجان تحقيق مستقلة، فشكرا للصحفيين لأنكم مازلتم تعملون، وتقدمون القصص، والمحتوى، والحلول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى