الأستاذ عبدالجواد.. والنقابة

الخميس 5 من شعبان 1445 هــ
العدد 50109
عندما أدخل نقابة الصحفيين فإنها زيارة ذات شجون، حيث ذكريات العمل الصحفى مع الأساتذة، والأصدقاء، والزملاء، لكن الزيارة الأخيرة لى كانت تفوق الخيال بالنسبة لى، فقد ذهبت وكلى حماس، وحيوية للمشاركة فى تكريم مهيب نظمته النقابة لأحد أبنائها البررة، والمؤسسين للعمل الصحفى فى بلادى، فهو احتفال غير عادى بمئوية الأستاذ محمد عبدالجواد الذى أتم عامه المائة، ويحتفل بمئويته وسط أبنائه، وتلاميذه، وزملائه، وأسرته، وهو فى كامل لياقته – متعه الله بالصحة والعافية- يحكى التواريخ، ويحدد المسارات، كأنها حدثت بالأمس.. ٧٠ عاما من العمل الصحفى لم تؤثر على ذهنه، بل زادته بريقا، ووجودا. إننى أشكر الأساتذة نقيب الصحفيين خالد البلشى، وسكرتير عام النقابة جمال عبدالرحيم، وأعضاء المجلس على احتفائهم بشيوخ المهنة، ومشاركتى، وجلوسى إلى جوار الأستاذ محمد عبدالجواد، وقد كان ذلك أكبر شعور بالفرحة، والتقدير حصلت عليه من زملائى بالنقابة، ومررت به منذ سنوات. لقد عشنا أجواء منعشة، حيث الأستاذ عبدالجواد، الأسطورة الحية، يتكلم، ويحكى، وكعادته لا يبخل علينا بذكرياته المثيرة، والمفيدة التى تُغنى العقول، فقد عمل مع الرئيسين السادات، ومبارك، وحضر ناصر، وشارك معه فى الإعداد لحرب بورسعيد ٥٦، وكان أقرب إليهم، رحمهم الله، من كبار المستشارين، كما شارك بحيوية برأيه فى كل قضايا مصر، واشتبك معها منذ الخمسينيات حتى الآن، فعقله لا تستغنى عنه فى الملمات، والقضايا الكبيرة، فهو يقدم لك الرأى الحاذق المبنى على كل عوامل التاريخ، والتجربة، وقد شعرت وأنا أجلس إلى جواره بأن ثمانينيات القرن الماضى عادت بى حية، حينما كنت عضوا فى مجلس النقابة مع الأستاذ صلاح جلال، النقيب، وكان الأستاذ عبدالجواد وكيلا للنقابة، وعادت بى الذاكرة إلى دوره فى تأسيس المؤسسات، خاصة وكالة أنباء الشرق الأوسط، بل معظم وكالات الأنباء فى العالم العربى. لقد كانت لفتة طيبة من نقابة الصحفيين، حيث تحترم شيوخ المهنة حقيقة، وكبارها، وتتواصل معهم، ومع كل الأجيال، وتقدم الخدمات للجميع، فشكرا للنقيب، والمجلس على الاحتفال بمئوية الأستاذ عبدالجواد، فهو احتفال مهيب، وذكى، وسيعيش معى طويلا.