عيد الميلاد المجيد

الأحد 1 من جمادي الآخرة 1444 هــ
العدد 49692
اليوم عيد الميلاد المجيد.. حدث فارق فى تاريخ الإنسانية، حتى إن تاريخ الأحداث يشار إليه منتسبا قبل الميلاد وبعده.

كل عام وجميع إخوتنا المسيحيين بخير فى مصر، وكل العالم، وأخص اليوم الأقباط الكاثوليك المصريين، فهذا يومهم.. هو يوم الهدايا، والعطاءات، كفأل حسن، للجميع، ونحن نعتز بكل الطوائف المسيحية، كما نعتز بكنائسها جميعا.

فى مصر، على وجه الخصوص، احتفالاتنا واحدة، ومشتركة الجذور (على اختلاف الأديان، والمذاهب) فى التربة، والثقافة، والحياة، والبيت المشترك.. نسكن معا، ونشترك فى محبة الأديان، والعقيدة، ونحترم اختلافنا، بل تنوعنا، ونعتبره قوة، وثراء للوطن، وأهالينا.

فى بشارة رئيس الملائكة إلى السيدة العذراء «..وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ، هذا يكون عظيما وابن العلى يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية».

وفى القرآن الكريم، وتحديدا فى سورة آل عمران، ذُكر عن المسيح أنه كلمة من الله «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ»، وفى سورة النساء «..إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ.. ».

لقد تلقيت رسالة من الفنان الموهوب أمير وهيب يذكرنى فيها بـ «٢٥ ديسمبر»، وبالكاثوليك المصريين.. هزتنى رسالته لأننا لا ننساهم، وهم مميزون لدينا، وبالرغم من أن أغلبية المسيحيين المصريين الأرثوذكس يحتفلون يوم ٧ يناير، وهو عيد مصرى للمسلمين والمسيحيين، فإن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لها وضع مميز وخاص، ويكفينا أن شيخ الأزهر وقع مع بابا الفاتيكان وثيقة «الأخوة الإنسانية» يوم ٤ فبراير ٢٠١٩ فى ختام مؤتمر عربى وضح فيه أنه لا فرق بين دين سماوى وآخر على اختلاف المذاهب.

وفى نهاية الرسالة طلب منى الفنان الذى أعتز به، لاعتزازه بخاله الشهيد نشأت نجيب شرقاوى، أن أعيد عليه، وها أنا أعيد عليك يا أمير، وعلى عائلتك، وكل الإخوة المسيحيين، وكل عام وأنتم جميعا بخير، وبلدنا (مصر) بخير وسلام.