2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الـ «سبير» نجما..!

الثلاثاء 24 من جمادي الآخرة 1444 هــ
العدد 49715
عندما اتخذ هارى، الابن الثانى للملك الإنجليزى تشارلز الثالث، قراره أن يكتب كتابه سبير وينشره كسيرة ذاتية لأمير سابق إنجليزى لم يتجاوز عمره ٤٠ عاما- لم يكتب بقلم وفكر ابن الملك، أو حفيد إليزابيث الثانية، أطول ملكة إنجليزية، أو حتى حفيد فيليب، زوجها الذى أثبت بعد رحيله أنه كان حارسا قويا لعائلة ملكية إنجليزية ذات تاريخ عريق، فأحاطها بسياج حديدى من القوة حتى يضمن استمراريتها وسط العواصف، واستطاع بالفعل أن يُلملم عاصفة أم هارى، الأميرة الجميلة ديانا، التى رحلت فى ريعان شبابها بعد انفصالها عن الملك الحالى، وبعد قصة حب لعبت بخيال الأوروبيين، والإنجليز، وتحولت لأسطورة خالدة.

اختيار هارى اسم سبير كان يعنى أنه قرر أن يفتح صفحة جديدة فى تاريخه، ويتخلص من لقبه الوريث الثانى، والخامس الآن، ويتحول نهائيا ليعيش فى عالم جديد (عالم الهجرة إلى أمريكا)، وأن يكون من المشاهير، ومن نجوم ذلك المجتمع، وأن يحتفظ لنفسه بعبق سليل أسرة ملكية، لأن أسرته، وملكيته محبوبة لدى الأمريكيين، والكندييين، بل فى كثير من العالم تحت عباءة الكومنولث، أو الإمبراطورية السابقة.

لقد اطلعت على كل ما نُشر حول المذكرات التى لا تعدو كونها زوبعة فى فنجان، بل إن كُتاب السيرة للأمير السابق (هارى) سوف يفتخرون بأنهم استطاعوا إحداث ضجة عالمية، وتسلية صحافة التابلويد فى إنجلترا، ومحافل التوك شو فى أمريكا، كما استطاع هارى وميجان أن يقدما أنفسهما للعالم الجديد اللذين يعيشانه، وأنهما يتكلمان لغته، ويفهمانه، ويفهمهما.

لقد تحدث الأمير ولم يُؤثر الصمت، وتحمل تبعات ما (يقول، وقال، ولم يقل)، ولكنه حقق الهدف، ويعرف هو وميجان الدور الذى يلعبانه الآن، سواء بالنسبة للعائلة أو لمستقبلهما من النجوم الأمريكيين الذين يتابعونهما، ويتحدثون معهما، فهما قررا ألا يعيشا على هامش الهجرة، بل فى قلبها، وهذا هو المسار الجديد.

كانت عين هارى على نجومية أمريكا، وألا يفقد شعبيته الإنجليزية، وهذان لا يمكن الجمع بينهما، لذا يا هارى عليك بالهجرة بكل تبعاتها، وانس عائلتك، فهذا اختيار لا توريث!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى