2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الإسراء والمعراج..

الأحد 28 من رجب 1444 هــ
العدد 49748
سمعت أصواتا قادمة فى ليلة الإسراء والمعراج من هناك.. من حول المسجد الأقصى.. ومن حول نهرىّ النيل والفرات.. ومن كل مكان فى عالمنا (من قلوب المؤمنين).. أصوات قادمة تدعو للأقصى أن يتحرر من قبضة الاحتلال، والاعتداء المتكرر عليه يوميا من المحتلين للمسجد الأسير.. ومن حول نهرىّ النيل والفرات تدعو ربنا أن يُجبر بخاطرنا، وبقدرته وعظمته أن يفيض النيل على الجميع، ويلبى احتياجات كل البشر (من يعيشون عليه، وحوله)، متذكرين يوما فى تاريخ البشرية (فى قديم الزمن) عندما ساد الجفاف حول العالم، وتجمع الناس حول النيل، وقامت حضارة المصريين القدماء التى ملأت الدنيا، وشغلت الناس حتى يومنا الراهن، وحفظت للبشرية والإنسانية بقاءها.. ومن حول الفرات، حيث يسود الاعتداء عليه، وتتحرك الأرض غاضبة بالزلازل (التى هزت العالم)، ويتحرك الإنسان بروح العدوانية، وعدائية لا تتوقف.. دعاء البشر والناس أن ترضى الطبيعة، ويهدأ الإنسان، ويعيش بسلام، ليبنوا للمعاصرين حضارة جديدة مثل التى سادت فى الشام فى الماضى، وينتهى غضب الطبيعة، وتمرد الإنسان.

مرت علينا الذكرى، وعشنا فيها، وكانت أصواتنا تبتهل للخالق أن يسرى بنا وببلادنا بما يليق بها، وبتاريخها، وأن يعطينا سؤلنا، وأن يستجيب دعاءنا، ويبلغنا رمضان، ويبلغ بلادنا ودولنا ما تستحقه من حياة كريمة، وأن تنعم بالسلام.. وتذكرنا رسولنا الكريم فى معجزته الخالدة بيننا، والتى نعيشها كل يوم (فى صلاتنا ودعائنا) أن ينزل علينا رحمته، ويسرنا فى حياتنا الأولى (دنيانا) ، وآخرتنا (يدخلنا الجنة برحمته، وبصحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)، وتذكرنا بكل إيمان رحلة محمد فى المعراج إلى سدرة المنتهى.. ورأى نهرين ظاهرين (النيل والفرات)،

ودعونا الله أن يكرمنا بهما، ويزيدهما رغدا، وفيضا لأهليهما، ويمنع عنهما الصراع، والفوضى، والحروب، والجفاف، ونقص الموارد.

ودعونا الله أن يزيدنا من النهرين الباطنين اللذين وعدنا بهما (الكوثر)، و(عين السلسبيل) الوارد ذكرهما فى القرآن الكريم.

كل عام أنتم بخير، وأعاد علينا الأيام، والذكريات الجميلة، والخالدة، والإيمان العظيم فى قلوبنا، وعقولنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى