2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حتى إشعار آخر..!

الأربعاء 2 من شعبان 1444 هــ
العدد 49751
لقد أوضح مؤتمر ميونيخ للأمن الخلافات بين الدول الأوروبية، وبين بعضها وأمريكا، فهم يريدون الحرب الروسية- الأوكرانية ألا تتوقف، ويرون أنهم قادرون على إجبار روسيا لكى تنهج مسارا للسلام عبر تسليح أوكرانيا، وهذه الرؤية قد تكون قاصرة، أو عاجزة عن فهم حالة روسيا وأوكرانيا معا، فهم لا يرون فى تسليح أوكرانيا ما يعنى، أو يشير إلى تأجيج الصراع والحرب مع روسيا حتى الآن، بل يرون أنه أسرع الطرق نحو الذهاب إلى مائدة التفاوض، أو السلام، ويعنى ذلك أننا أمام صراع، أو حرب ممتدة ليس لها أجل أن تتوقف، وتأثيراتها تشمل العالم كله، ولكن ما يهمنا هو أن الأوروبيين والأمريكيين فقدوا الثقة تماما فى روسيا، رغم أنهم يرون أنها جزء حيوى، وأن المسألة الروسية حقيقة فى أوروبا لا مجال لإنكارها، أو عدم التعامل معها، وكذلك الأمر مع الصين، فهم لا يثقون فى لعبها دورا فى وقف الحرب، بل يرون أن انتصار بوتين فيها يعنى أن الحرب سوف تنتقل إلى آسيا.. وغيرها، وأن حل الصراعات والخلافات سيكون مستقبلا عبر الحروب وليس التفاوض، وأن كل تحركاتها (الصين) هى ذر للرماد فى العيون، فهى مستفيدة من هذه الحرب إلى حد كبير، وأنها تريد إنهاء الوضع العالمى الراهن لأسباب تخصها.

أعتقد أن كل قضايا الأمن فى عالمنا تم تصغيرها فى قمة ميونيخ أمام حرب روسيا- أوكرانيا، فقد أصبحت الأولوية المطلقة للأمن والسياسة فى الأعوام المقبلة، وليس فلسطين، أو إيران، أو غيرهما من قضايا العالم، بل يرون أن إيران أصبحت جزءا من التحالف الروسى، وبالتالى فإن الحرب الدائرة قد تكون ممتدة لاستنزاف إيران كذلك، ولهذا رأينا عشية قمة ميونيخ أن الرئيس الأمريكى جو بايدن كان فى كييف يستعرض العدوان الروسى، ويبرز الحشد الأمريكى- الغربى لمواجهة روسيا وحلفائها، فى إشارة إلى أنها حرب لا تنتهى، وصورة قاتمة للكل، ومتشائمة للعالم كله، ثم تصغير للاقتصاد، ومصالح الشعوب.. وكل القضايا الأخرى أمام الحرب الروسية- الأوكرانية، وعلى الكل أن ينتظر حتى إشعار آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى